آخر الأخبار

معرض الزهور.. فنون تراثية وفلكلورية

الخرطوم – بشير النور

بعد توقف دام 3 سنوات بسبب الأوضاع السياسية المتقلبة في السودان وجائحة كورونا، انطلق في الخرطوم فعاليات معرض الزهور السنوي.

ويستمر المعرض لمدة 21  يوما خلال الفترة ما بين 11 نوفمبر/ تشرين ثاني، حتي 3 ديسمبر/ كانون أول المقبل.

وبحسب متابعين، فإن الأوضاع الاقتصادية والسياسية انعكست على مرتادي المعرض الذي يحوي مختلف أنواع الزهور والطيور والتراث والفلكلور.

وتنظم جمعية فلاحة البساتين السودانية منذ تأسيسها في 1934 معارض سنوية، وهي تمثل امتدادًا لنهج معارض الزهور والورود التي كانت تقام داخل قصرالحاكم العام البريطاني منذ 1930.

وتقلد رئيس جمعية فلاحة البساتين محمد صالح الشنقيطي منصب أول رئيس للجمعية.

200   مشتل

وقال مدير المعارض بالجمعية عبد اللطيف أحمد إبراهيم، لـ(سلا نيوز)، إن المعرض 2022 يضم 200 مشتل للزهور و50 لعروض الفلكلور وتلوين الملابس والأعمال الخشبية والبراويز والعطور والمزهريات مع توثيق لجميع رؤساء الجمعية مع مشاركة  10 شركات.

وأوضح أن المعرض يحوي أيضا أقساماً، وهي موزعة بين الزهور  والفلكلور والفن التشكيلي والنباتات المثمرة والغابية والنباتات الطبيعية والعطرية مع وجود نباتات جديدة هي “الكليديم  العباريات” والبذور والمعدات الزراعية والمزهريات تشمل الحديد والفخار والبلاستيك..

أرانب وسعانين

ويضم المعرض، بحسب إبراهيم، عصافير، كوكتيل، حمام ودجاج أرانب، بط، أسماك وسعانين، مع وجود رسوم للأطفال وقسم للتصوير والتوثيق والمشغولات اليدوية والملابس ومعرض للكتب ومجموعة كابلي مع مشاركة لتراث لجميع المناطق السودان، وتقام في المعرض برامج مصاحبة ثقافية وغنائية لمبدعين سودانيين وإثيوبيين.

وقال إبراهيم، إن طريقة العرض في الحديقة ارتقت إلى مستوى أفضل الدورات السابقة، مشيرا إلى دخول مشاركين جدد بأفكار جديدة عدها ثورة تصحيحية للمعرض. وحدد قيمة إيجار المشتل  بـ25 ألف جنيه.

 

عنقريب الدرنقل

وبداخل نسائم الفرقان للتراث الشعبي، قال موسى حامد إن الهدف من التراث إظهار الإرث الشعب السوداني القومي بشكل عام، لافتا إلى وجود قواسم مشتركة بين الولايات وبعضها يخص كل منطقة بعينها وتشمل المعروضات عنقريب (الدرنقل) والجرتق والبنابر الشعبية وقرب السعن وكأسات القرع والبروش؛ وسروح الجمال والفروة والمصلاية أو (التبروقة) والبخس.

وأشار حامد إلى أن الهدف من المعرض إظهار التراث والمحافظة عليه من الاندثار، وتعريف الأجيال الجديدة بأهمية التراث، لأن غالبية الشباب أصبحت ثقافتهم دخيلة ومستوردة وغربية .

منحوتات طبيعية

وذكرت زهرة حامد لـ (سلا نيوز) أنها تعرض أشجاراً مجففة ومنحوتات وبذور نباتات ورسماً وتلويناً وشنطاً يدوية من القماش والجلد وزهوراً مصنعة من القماش ولوحات للطيور مصنعة من الريش الطبيعي، وتبلغ أصغر لوحة – حسب زهرة – 15 ألف جنيه وأكبر مجسم لوحة من لطبيعة النباتات 25 ألف جنيه وتبلغ رسومات منازل الفلكلور َما بين 20 إلى 50 جنيهاً أما سعر 4 مقاعد التراثية المصنعة من جذوع الأشجار 30 ألف جنيه.

المندولة والكلول

وقالت عزيزة عوض الكريم، صاحبة محل سحر الطبيعة، أن لديها العديد من احتياجات المنازل المصنعة من الفخار المصنع يدويا تشمل أواني الطبخ وطقوم القهوة وأكواب الشاي والمياه والعصائر وأواني الطبخ مثل الحلل وصاج التحمير، وهي تمتاز بسرعة الطهي وجودته ويركز عليها الأجانب في الشراء، وبين المعروضات بحسب عزيزة (المندولة الكلول والدوراية)، وهي أوانٍ من الفخار تستخدم في المطبخ.

 طين الصلصال      

وقال صاحب محل عرض الفخاريات ناصر عبد الله إن مَعروضاتهم تشمل العديد من  الفخار المشكل، يبلغ سعر الجوز الكبير بين ما بين 5 إلى 18 ألف جنيه، أما الفخاريات الصغيرة ما بين 3 إلى 5  آلاف جنيه مع وجود أوان منزلية مصنوعة من طين الصلصال ومجسمات من الطبيعة مصنوعة من الحصى والرمل وجذوع الأشجار.

عزوف نسبي وإهمال     

وقال المصور العالمي السوداني، عضو الاتحاد العالمي لفن الفوتوغرافي ببرلين، مبارك حتة لـ (سلا نيوز) إن الإقبال على المعرض يشهد عزوفاً نسبياً لعدة عوامل أبرزها الأوضاع الاقتصادية الصعبة وأوضاع البلاد الراهنة وزيادة أسعار الموصلات.

وتابع: “تذكرة الدخول المعرض كانت 10 جنيهات وأصبحت اليوم  500 جنيه، بدورها أسهمت في إحجام قدوم الأسر، ثانيا توقف المعرض خلال الأعوام الثلاثة الماضية الذي أقيم مرة واحدة في قاعة الصداقة، وهي ليست مقر المعرض الدائم بالحديقة النباتية بالمقرن.”

وأوضح مبارك، أن المعرض خلال السنوات الأخيرة ما قبل وبعد الثورة أخذ منحى تجاريا نتيجة الأوضاع الاقتصادية، ووصف حتة المعرض الحالي بأنه يشوبه التراجع والإهمال وعدم النظافة ووصفه بـ (كوشة) مع وجود ثعابين خطره لعدم استمرار نظافة الحديقة بشكل مستمر.

وأكد مبارك أن المعرض يحتاج إلى إعادة نظر متكاملة باعتباره المتنفس الحقيقي للأسر والمهتمين بالزهور والفنون والطيور والفلكلور والتصوير ومجال البيئة.

كتب ثقافية وتاريخية     

وقال صاحب محل لبيع الكتب (الوراق) عثمان علي نصر الدين إنهم يعرضون كتباً تاريخية وثقافية وروايات سودانية وأجنبيه وكتباً للتنمية البشرية والأطفال. ووصف عملية الشراء بأنها بين (الضعيف والمتوسط)، لكنه قال إن مقياس الشراء الحقيقي يكون في الأسبوع الأخير للمعرض للإقبال الكبير من المواطنين .

وذكر أن شراء كتب التنمية البشرية (بزنس) بجانب الروايات الأكثر إقبالا من غيرها، لافتا إلى تأثير مباريات كأس العالم والأوضاع الاقتصادية على المعرض، مشيرا إلى انقطاع بعض المرتادين عن الحضور نتيجة لانقطاع افتتاح المعرض لـ 3 سنوات، مشيدا بالدور الكبير لإدارة جمعية فلاحة البساتين الحالية في افتتاح المعرض.

الرقص ودق الطبول

وأوضح الفنان التشكيلي إيهاب أمير، أنهم جسدوا في لوحاتهم التشكيلية رسومات للثقافة الأفريقية والطبيعة السودانية بالرسم التجريدي مثل الرقص واللبس ودق الطبول مع عرض لوحات لمركبات الفلو كسواجن والبولمان لأن لها شكلاً معمارياً جميلاً مع رسوم للبيوت النوبية القديمة بمنطقة حلفا في الولاية الشمالية،  والأشجار والوديان والجبال بغرب السودان، وعكس تاريخ الفراعنة ولوحة عن القارة الأفريقية.

علاج نفسي

وعدَّ المتخصص في علم النفس صابر منجي لـ (سلا نيوز)  الزهور بأنها تمثل الدافع الحقيقي للإنسان الذي يشاهدها، كما أنها تحسن من الروح المعنوية والطاقة الإيجابية في النفس وتعزز الشعور بعني الجمال .

وأضاف أن مشاهدة الزهور تغير من شعور الإنسان.

ولفت إلى أن أغلبية أهل الاطلاع يستمدون طاقتهم من مشاهدة الزهور لأنها تمثل حافزاً ومحفزاً للروح المعنوية تبعث في الإنسان روح الحياة.

وقال إن زراعة الزهور أمام المنازل أو المشافي تنسي الهموم والأحزان وطاردة لهما، وتستبدلها بالطاقية الإيجابية من خلال النظر إليها.

وأشار إلى إسهام النظر في الزهور في تحسين وتطويد العلاقات الاجتماعية خاصة بين الجنسين المخطوبين وتمثل (أدب اعتذار)، وهي ثقافة غير منتشرة في السودان مضيفا الزهور تمثل وجهة سياحية استقبال في الضيوف، كما أنها توضع في باحة المستشفيات لعلاج المرضى النفسيين.

شاركها على
اقرأ أيضًا
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.