الخرطوم – هند رمضان
تمسكت لجان المقاومة السودانية بموقفها الرافض لأي مبادرة للحوار تضمن وجود المجلس العسكري او تعيد انتاجه في المشهد السياسي مرة أخرى، بينما رحبت قوى سياسية بالمشاورات التي أعلنتها بعثة “يونتامس” لحل الأزمة السودانية.
وقال المتحدث بإسم تنسيقيات لجان مقاومة الخرطوم، عثمان أحمد سر الختم، لـ (سلا نيوز)، إن موقف الجان ينطلق من اللاءات الثلاث “لا شراكة لا تفاوض لا مساومة مع المجلس الإنقلابي”، وأضاف” “لم نتلق دعوة رسمية من فولكر حتى نعلن موقفنا من مبادرته”.
وطرح رئيس بعثة الأمم المتحدة بالسودان (يونتامس)، فولكر بيرتس، امس الإثنين رؤيته للمشارات التي يعتزم أن يجريها فريق البعثة مع الأطراف السودانية لأجل ايجاد مخرج من الأزمة التي تفاقمت عقب انقلاب قائد الجيش في 25تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وقال فولكر خلال مؤتمر صحفي بالخرطوم إنه سيجري مشاورات منفردة مع جميع الفاعلين لتجميع رؤاهم حوالمعالجة قبل أن يجتمع كل السودانيين في طاولة مستديرة للتوافق على الحل.
وأكد سر الختم استمرار لجان المقاومة في التصعيد الثوري حتى إسقاط المجلس العسكري بصورة عملية، وأن اللجان على مشارف الانتهاء من الميثاق السياسي الذي يوضح شكل الدولة والفترة الإنتقالية ونظام الحكم في البلاد، ومن ثم يعرض الميثاق على الشعب السوداني والأجسام الثورية المختلفة للتوافق عليه .
من جهته قال المتحدث بإسم المؤتمر السوداني، نور الدين بابكر، لـ (سلانيوز) إن حزبه يرحب بالجهود التي يقوم بها المجتمع الدولي ولكن إذا كانت تلبي طموحات ومطالب الشارع السوداني بخروج العسكريين من المشهد وإعادة هيكلة القوات المسلحة واصلاحها، وعودة الحكم المدني.
وأضاف “ان حزبه والحرية والتغيير تلقيا دعوة من المبعوث فولكر وسوف ينقلون إليه وجهة نظرهم بأن المبادرة يجب تعبر عن مطالب الشعب السوداني”.
وأكد فولكر أن البعثة الأممية ملتزمة بالوثيقة الدستورية التي تقود إلى انتخابات بنهاية المرحلة الانتقالية، وأضاف “من الأفضل أن تنتهي الفترة الانتقالية في الوقت المحدد لها لكن القرار في النهاية عند السودانيين وإذا أردنا انتخابات نزيهة على حسب المعايير الدولية نحتاج إلى وقت”.
إلى ذلك أكد حزب الامة القومي تطابق مبادرة فولكر مع خارطة الطريق التى يعمل عليها وتحدث فيها عن آليات أهمها الحوار ولكن عن طريق طرف ثالث وضامن وفقاً لرئيس المكتب السياسي لحزب الأمة د. محمد المهدي حسن، لـ (سلا نيوز) وقال: “هذه المبادرة مهمة ومفيدة جداً سيما أنها مطروحة من الأمم المتحدة غير ان الاطراف فقد الثقة في المكون العسكري بعد انقلابه على شركائه لذلك لابد من طرف ثالث يجسر العلاقة بين الأطراف.
ويرى المحلل السياسي أشرف عبد العزيز، أن فولكر تحدث عن مشاورات بلا ضمانات لتهيئة المناخ وتعزيز المشاركة وكسر الحاجز بين الاطراف وان لم يكن طرحه كذلك سيكون سبيها بالحوار الوطني الذي أطلقه الرئيس البشير قبل سقوطه.
وقال عبد العزيز في مقابلة مع (سلا نيوز) إن المكون العسكري يضرب بالملفات المهمة والأساسية عرض الحائط سيما تلك التي تتعلق بقتل وقمعهم، والتى لم تجد تقريع من الأمم المتحدة، وتابع: “يعتبر المشروع الذي طرحه فولكر يعطي المكون العسكري شرعية جديدة وهذا يضعه في محل انتقاد، والمكون العسكرى والحرية والتغيير ليس لديهما الحق في تقرير مصير السودانيين”. وأضاف عبدالعزيز أن مطالب لجان المقاومة واضحة يفترض أن تكون رؤيتها هي المطروحة للنقاش والتوافق .
ورحب مجلس السيادة الانتقالي في السودان، بالمبادرة الأممية المطروحة لحل الأزمة في البلاد، ودعا إلى إشراك الاتحاد الأفريقي في تلك الجهود الرامية لإنهاء المرحلة الانتقالية بنجاح في السودان .
وأكد فولكر عدم وجود اعتراض على مبادرته من قبل المؤسسة العسكرية وأن مشاورات السودانيين تحتاج إلى دول العالم، لافتاً إلى أنه بعد أسبوع سيعقد اجتماعاً لأصدقاء السودان، وتوقع أن تدعم السودان أكثر من الدعم السياسي، مبيناً أن حزبين فقط رفضا الدعوة هما (المؤتمر الوطني الحزب والشيوعي.
وأطاح قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان بحكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك عبر انقلاب عسكري في أواخر شهر أكتوبر/ تشرين أول من العام الماضي بعد ما رأى الخطوة ضرورية من أجل منع انزلاق البلاد نحو الفوضى
واستقال رئيس الوزراء عبد الله حمدوك من منصبه في مطلع شهر يناير/ كانون ثاني الماضي بعد رفض شعبي واسع للاتفاق السياسي الذي وقعه مع قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان.