آخر الأخبار

عيد الكريسماس في السودان.. تعايش ومحبة وسلام

الخرطوم – ريم إبراهيم
يشهد العالم أجمع هذه الأيام الاحتفال بعيد الميلاد، الذي يُعد ثاني أهم الأعياد المسيحية على الإطلاق بعد عيد القيامة.

والعيد يأتي ذكرى لميلاد المسيح حسب اعتقاد الطوائف المسيحية. ويحتفل المسيحيون السودانيون ضمن شعوب العالم بالذكرى محيين إياها بالترانيم والتراتيل والصلوات، في الكنائس.
ترتسم الفرحة على وجوه المشاركين في الاحتفالات، ولاسيما الأطفال والشباب، الذين تكسو أجسادهم الأزياء ذات الألوان الزاهية والجذابة، في الوقت الذي حرمت فيه الأوضاع الاقتصادية الصعبة بالسودان البعض من اقتناء ملابس جديدة بحسب إفادات مسيحيات لـ(سلا نيوز).
وتشهد الطرق الرئيسة بالعاصمة السودانية الخرطوم تحوطات أمنية أثناء أيام الاحتفال.


الكنيسة الإنجيلية
وقال قسيس الكنيسة الإنجيلية المشيخية بمدينة أم درمان، يحيى نالو، لـ(سلا نيوز) إن احتفالات أعياد الميلاد ترمز للسلام والفرح، لجهة أنها ذكرى ميلاد المسيح، وهي أيام فرح لكل الناس والشعوب خاصة الشعب السوداني.
وقدّر نالو نسبة المسيحيين في السودان ما بين (10 و 17) في المائة من جملة السكان. وقال إنها نسبة لا يستهان بها، مطالباً بتسليط الضوء لهذه الفئة (المهمشة)، حسب وصفه، خاصة من إعلام الدولة الرسمي.
وأكد تأثر المسيحيين في السودان بالأوضاع الاقتصادية الصعبة.
وذكر نالو، أن احتفالات هذا العام كبيرة مقارنة بالأعوام الأخرى، حيث خرج المسيحيون في الخرطوم وبقية الولايات في مسيرات، على النقيض مما كان عليه في عهد حكومة الإنقاذ التي كانت تمنع قيامها.


مراعاة التنوع
ودعا نالو قيادات الدولة إلى مراعاة التنوع الديني الثقافي والفكري.

وتابع “نتمنى الاحترام والقبول لأنها البداية التي تمثل تطور البلد كما أن عدم احترام التنوع يخلق المشاكل”.

وقال “جاء الوقت للعمل سويا عشان البلد تمشي لقدام”.
وأكد أهمية اتفاق جميع الأطراف السياسية على قرار سياسي يرضي الجميع، وأن تسود بينهم روح الحكمة في إدارة شؤون البلاد.
وأشاد نالو بتغيُّر مفاهيم الشعب السوداني. وقال “أصبح هناك تعايش وتداخل كبير مع المسيحيين على عكس السنوات السابقة”. وأرجع ذلك التحول إلى ثورة ديسمبر المجيدة.


أميز الاحتفالات
ووصف الناشط في الحريات الدينية، جاكوب بولس، لـ(سلا نيوز) احتفالات العام الحالي بأنها من أميز احتفالات ميلاد المسيح، على مر السنوات.
وقال بولس “نتمنى عدم مضايقة الدولة للكنائس والمسيحيين بصورة عامة”.
وأشاد بلجان المقاومة التي أرجأت موكب الخامس والعشرين من ديسمبر الحالي إلى السادس والعشرين من أجل الإسهام في احتفاء المسيحيين، مما يدل على احترامهم للدين المسيحي.

وتابع “كنا في السابق نعاني يوم مليونية 25 ديسمبر، التي تتزامن مع احتفالاتنا بعيد الميلاد”.
وأضاف “الاختلاف الأكبر في احتفال هذا العام العطلة الرسمية من قبل الدولة لجميع الشعب السوداني”، مشيرا إلى الشعور المشترك بالاحتفال بين جميع أطياف الشعب السوداني.
وتمنى بولس أن تكون هناك مساحات كافية للحريات الدينية من أجل تأسيس ديمقراطية حقيقية في السودان.
ولفت إلى أن الوضع الاقتصادي كان له التأثير الكبير على الأسر في عدم حضورها لأداة الصلاة والشعائر الدينية.
واتهم بولس الانقلاب في السودان بالتسبب في تدهور الأوضاع الاقتصادية.
وأوضح “في السابق كان المسيحيون يعانون من خطاب الكراهية بصورة كبيرة”.

وقال إن نظام الإنقاذ كرس لمثل هذه الخطابات في المساجد، الأمر الذي تغير بعد ثورة ديمسبر المجيدة، حيث قلت هذه الخطابات، وأصبح الوضع مستقراً والتعايش أصبح أكبر حتى بداخل الأسرة الواحدة التي بها مسيحيون ومسلمون، حسبما ذكر.
وتمنى بولس زوال المرارات السابقة التي عاشها الشعب السوداني بجانب الانتهاكات التي ترتكب ضد الشعب.


لا مضايقات
وعدّت الطالبة بجامعة الأحفاد لويس صمويل الشعب السوداني بأنه أسرة واحدة ولا يوجد فرق بين مسلم ومسيحي أو غيرهما.
وذكرت “نتمنى للمسيحيين خلال العام الجاري والأجانب عيد ميلاد مجيد”.
وقالت لويس إن ما ميز احتفال هذا العام من الأعوام السابقة الحد من العنصرية وعدم المضايقات والكلمات النابية. وتابعت “أنا هذا العام مبسوطة جدا”، مشيرة إلى تلقيها التهنئة من إخوانها المسلمين وبقية الديانات.
ودعت إلى عدم النظر إلى المسيحيين بدونية أو تطرف.
مسلمة تحتفي 
الطالبة بجامعة القرآن الكريم، خنساء علي عباس رغم أنها تعتنق الإسلام إلا أنها وجدت داخل الكنيسة الإنجيلية بأم درمان. وأكدت خنساء لـ(سلا نيوز) أنها تحترم كافة الديانات لأن الدين الإسلامي أتاح للجميع حرية الأديان. وقات إنها جاءت إلى الكنيسة لتهنئ إخوتها المسيحيين بعيد الكريسماس.


وكانت خنساء حاضرة منذ بداية الطقوس – على حد تعبيرها – وقالت إنها أطفأت معهم شمعة الميلاد.
وأبدت خنساء حزنها العميق على انفصال الجنوب، وتمنت العودة وأن يكون السودان وجنوبه دولة واحدة.
ملابس قديمة
بدورها ذكرت الطالبة المسيحية بجامعة الأحفاد صيامة خميس لـ سلا نيوز) أنها جاءت لأداء الصلاة. وتمنت للمسيحيين الفرح والاستقرار والسلام، وأن يكون العام الجاري مليئا بالإنجازات.
ورأت أن العيد يسهم في لم شمل المسيحيين، وهو الأهم في العيد.
وتأسفت صيامة لعدم مشاركة مسيحيي دولة جنوب السودان بعد الانفصال مما أثر بصورة عامة في أعدادهم.
وقالت إن الأوضاع الاقتصادية وغلاء الملبوسات منعتها من شراء شيء جديد، واكتفت بالحضور بملابسها القديمة. وقالت إنها عملية لا توثر في فرحتي بالعيد.

شاركها على
اقرأ أيضًا
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.