الخرطوم – ريم إبراهيم
تسبب التطور التقني والتكنولوجي والأوضاع الاقتصادية المتدهورة في السودان في تراجع مستمر للإقبال على شراء الكتب الورقية واستلافها، عدا كُتب الروايات والتنمية البشرية، حد قول أصحاب مكتبات، بالتالي تسبب في حالة إحباط عام وسط تجار المكتبات.
وفي جولة داخل المكتبات بالعاصمة التاريخية أم درمان، أكد تجار لـ(سلا نيوز)، أن المكتبات تواجه انخفاضا كبيرا في حركة الشراء بصورة تكاد تكون (صفرية) مع اندثار ظاهرة اقتناء الكتاب وردها للمكتبة بعد قراءتها.
تدن مريع
وقال الطيب مختار، وهو أحد بائعي الكتب بسوق “البوستة” بمدينة أمدرمان إنه ظل يعمل على بيع الكتب بالسوق منذ عام 1995م، وذكر أن في الآونة الأخيرة، شهدت الكتب مؤخراً تدنياً مريعاً في نسبة الشراء وقلة الطلب عليها، وأرجع ذلك الانخفاض الملحوظ إلى تدهور الحالة الاقتصادية بالبلاد.
وأضاف قائلاً إن الشخص صار يهتم بوفير لقمة عيشِه بدلا من اقتناء كتاب.
وتابع: “إن انتشار الهواتف المحمولة واعتماد الناس عليها، في تنزيل الكُتب أو الروايات في شكل (بي دي إف) وقراءتها، كل تلك الأشياء أثرت على شراء الكتب من المكتبات”.
الكتب القديمة
وحدد مختار” أكثر الكتب التعليمية المرغوبة هي ذات الطبعة القديمة بالأخص الكتب السودانية”.
ورأى أن السبب وراء ذلك أنها كتب ذات فائدة عظمى لما تحمله من معلومات صحيحة وذات شرح واف.
وقال “كانت توجد لديّ مكتبة اشتراكات في السابق وأي شخص كان باستطاعته اقتناء أو استلاف الكتب وردها للمكتبة بعد قراءتها، ولكن سرعان ما اندثرت هذه الخدمة”.
ويرى أن السبب وراء اندثارها هو تراجع عدد القراء لأن الجيل الحالي لا يميل إلى القراءة كثيرا، على عكس الأجيال السابقة.
وأشار إلى وجود بعض الباعة يتخصصون في بيع نوع كُتب معينة، لذلك عندما يأتي إليه زبون يسأل من اسم كتاب معين يدله على مكان يستطيع أن يجده فيه. وأنهى حديثه بأنه كان للبوستة الدور الكبير في تخرج أجيال مثقفة وواعية جيلاً بعد جيل.
فائض أموال
وأكد صاحب مكتبة يدعى بشير محمد، أن نسبة شراء الكتب انخفضت بصورة كبيرة. وأرجع ذلك الانخفاض الى تدهور الأوضاع الاقتصادية، وأن الشخص لا يلجأ إلى شراء كتاب إلا في حالة وجود فائض من الأموال لديه، وأن الوضع الاقتصادي منعهم من ذلك التوفير لذلك قلة نسبة الشراء.
وسمى محمد نوعية الكتب الأكثر مبيعاً لديه، هي كتب التنمية البشرية (جوزيف، واستيفن، وانطوني)، لأن كتب التنميه تساعد المشترين على تحسين أوضاعهم الاقتصادية، لذلك تشهد إقبالاُ كبيرا خاصة فئة الشباب.
وقال “تتراوح أسعار الكتب (1000ج وحتى3000ج)، وعد الكتُب هي اساس كل تطور والتحضر، لذلك أتمنى أن يأخذ الكتاب مكانته الحقيقية والاهتمام الذي يستحقه، لكي نلحق بركب الأمم المتقدمة”.
تغذية عقول
ورأى صاحب مكتبة الدار البيضاء، محمد عبد الرحمن أن نسبة بيع الكُتب تدهورت كثيرا موخرا. وقال إن الفئات الأكثر مبيعا للكتب هم الشباب، خاصه كُتب الروايات والتنمية البشرية. وتمنى أن يتحسن وضع البلاد الاقتصادي، حتى يعود الناس إلى تغذية عقولهم كما كان في السابق.
وأوضح صاحب مكتبة ابن إدريس للكتب الدينية بأم درمان محمد علي ابن إدريس، أنه ظل يعمل بمجال بيع الكُتب الدينية منذ عام 1981م.
وقال إن أسعار الكتُب متفاوتة ما بين رخيص، ومتوسط، وغال، كما أن سعر الكتاب يصل حتى 200ج كحد أدنى، لافتا إلى أن نسبة البيع انخفضت بصورة كبيرة وأنه في اليوم يبيع من كتاب إلى خمسة كُتب، وأحيانا نسبة البيع تكون صفراً في اليوم، وأن الكتب الأكثر طلباً ومبيعاً لديه (قلة الأحكام، رياض الصالحين ، بلوغ المرام ، منهاج المسلم ، نور اليقين، الكفراوي، والثمر الداني).