آخر الأخبار

راستات السودان.. الحب مقابل البندقية!

 

الخرطوم – عمار حسن

على نحو غير معهود تجمع العشرات من الشباب والشابات السودانيات الذين يتميزون بطول شعرهم وتسريحه على طريقة مغني العالمي بوب مارلي في أحد مراكز الشباب في أم درمان غربي العاصمة السودانية الخرطوم ضد قتل المتظاهرين السلميين.

وبمشاركة فنانين سودانيين، وبعد تجهيز نحو 150 علما ترمز للراستات، تم تنظيم فعالية ثقافية فيها قراءات شعرية وقصص ثورية، ومن ثم توجه المشاركون في الفعالية بموكب إلى بيوت المتظاهرين القريبة من مقر الفعالية الذين قتلوا في الاحتجاجات الأخيرة،

مقاومة ناعمة”

يعرف هولاء الشباب باسم تجمع (الراستات) وكان لهم مشاركة لافتة ضد الاحتجاجات المناهضة للانقلاب العسكري في البلاد، وسط اعتقاد سائد بأنهم الأكثر عرضة للقتل بالرصاص الحي والإصابات بقنابل الغاز المسيل للدموع من قبل القوات الأمنية.

ومن أبرزهم عبد الله عباس مكي الشهير بـ (الروسي)، ومحمد ماجد الشهير بـ (بيبو) اللذان قتلا في احتجاجات 30 ديسمبر/ كانون الأول الماضى .

وتقول جماعات طبية وحقوقية إن العشرات من المحتجين سقطوا برصاص قوات الأمن عند مشاركتهم في الاحتجاجات المناهضة للانقلاب.
وتنفي السلطات الأمنية استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين، وتتهم ما أسمتهم بالمتفلتين بعدم التزام السلمية والتسبب في إصابة العشرات من رجال الأمن.

” الحب مقابل السلاح”

ويقول حجوج كوكا، أحد منظمي احتجاجات (الراستات) لـ (سلانيوز) “دعينا لفعالية احتجاجية “هي موكب حب وتعاف ومقاومة”.

وأضاف : “فكرتنا أن الدم السوداني غالِ وكل شهيد عنده حلم شخصي ويفتروض أن نسوق لهذا الحلم، ونعمل على المقاومة ضد العسكر بالفن وبالحب وكل من يريد أن يحكمنا”، مشيراً إلى أنهم يحملون الحب بدلاً عن السلاح.

وبدا ملاحظا أن الكثير من الشباب بدأوا بالجهر بفكرة الراستا بعد أن كانت غير ممكنة في عهد الرئيس السوداني المعزول عمر البشير الذي أطيح من الحكم عبر ثورة شعبية في إبريل/ نيسان 2019.

وفي هذا الصدد، يقول حجوج إن فكرة الراستا “نابعة من المقاومة الجامايكية الذين رجعوا إلى أفريقيتهم في تربية الشعر في طريقة المقاومة، وهي تراثنا وبدأ عندنا ورجعنا إليه في تنوع وتغيير وهي قبول الآخر”.

والراستات هي شريحة شبابية، تتميز بشكلها الخاص في طريقة اللبس وإطالة الشعر وتصفيفه على طريق مغني البوب العالمي الراحل بوب مارلي وهم يكثرون في دولة إثيوبيا في الوقت الحالي.

شاركها على
اقرأ أيضًا
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.