آخر الأخبار

ترهاقا يتحرَّك.. ومجد كوش يتجدد في وسط الخرطوم

الخرطوم ـ سلانيوز
محاطا بجنود الحرس الجمهوري والحضور، يقف تمثال الملك “ترهاقا” وكأن شخصه قد برز من عمق التاريخ ليتصل ويتواصل مع أحفاده.
يقف التمثال شامخا مُطِلا من الإطار الحديدي الذي صُمم خصيصا لنقله من واجهة المتحف القومي إلى بلاطٍ وُضع في إحدى قاعات المتحف الرئيسية، ويشمل البلاط تماثيل لأبرز ملوك كوش يتوسطهم ملك الملوك ترهاقا.
تقول سيرة الملك ترهاقا بأنه ينتمي إلى الأسرة الخامسة والعشرين التي حكمت مملكة كوش، وهو ابن بعانخي العظيم، وقد خلف في الحكم شقيقته الكنداكة شباتاكا.

التحريك الرابع
منذ نقله من متحف مروي؛ ظلَّ تمثال ترهاقا منتصبا في الساحة الخارجية للمتحف القومي وكأنه حارسا لتاريخ السودان المحفوظ بداخل المتحف.
مؤخرا أشرفت منظمة اليونسكو على نقل تمثال الملك تهارقا من موقعه القديم في إطار خطة التنمية العامة للمتاحف السودانية التي تنفذها الهيئة العامة للآثار والمتاحف بمشاركة عدد من الوكالات الدولية وشركات القطاع الخاص.
هذا التمثال ولمدة ثلاثة آلاف سنة تحرك أربع مرات فقط، وشهد يوم أمس إحدى هذه التحركات، ففي العهد القديم ظلَّ التمثال بالمحجر، ومن ثم نُقل إلى معبد الملك ترهاقا في البركل، بعد ذلك تحوَّل إلى متحف مروي، ومن متحف مروي نُقل إلى باحة المتحف القومي السوداني، ليصل أخيراً إلى صالة البلاط الملكي داخل المتحف.
وبخصوص عملية التحريك الرابع، وصف ممثل منظمة اليونيسيف بالخرطوم، جورج بابا قيانس، لحظة التحريك الرابع باللحظة التاريخية.

   

أيادٍ ورافعة
تمت عملية التحريك بواسطة عربة ميكانيكية ذات رافعة طويلة، وُضعت العربة قبالة المنصة على بعد حوالي عشرين مترا، وتم التحريك على ثلاثة مراحل إلى أن وصل التمثال إلى موقعه الأخير.
ويرجع الفضل في هذه العملية التي استمرت لنحو ساعة زمان إلى فريق المهندسين والعمال الذين بذلوا قصارى جهدهم لإيصال التمثال إلى محطته الأخيرة، وراقب الحضور مراحل عملية التحريك بتركيز عالٍ واهتمام بالغ.

التمثال محلقا
ما إن وصل التمثال إلى موقعه، وصلت مشاعر الحضور إلى ذروتها، وهم يرون جسد الملك النوبي العظيم محلقا في فضاء المتحف الذي كان في تلك اللحظة أشبه بمعبد كوشي قديم، ليحط التمثال أخيرا في مساحة منصة إسمنتية عالية وسط تصفيق واحتفاء كبير من الحضور.
وتولى في تلك اللحظة سلاح الموسيقى صناعة موسيقى تصويرية تتماشى مع هذه اللحظة التاريخية، كما قدمت فرقة عقد الجلاد وصلة موسيقية عقب المرحلة الأولى من التحريك.

ترهاقا في سطور
تُوج ترهاقا ملكاً سنة 664 ق.م وامتدت فترة حكمة إلى 690 ق.م لنحو 26 سنة.
لُقِّب الملك ترهاقا بملك ملوك الأرضين، وتعتبر فترة حكمه من أزهى فترات مملكة كوش، حيث استطاع التغلب على الضوائق الاقتصادية التي عانى منها الحكام الذين سبقوه، وشهد عهده ترسيخاً للحضارة الكوشية وبناء المعابد، وقام ترهاقا ببناء العديد من الآثار، وذلك لتدعيم وضعه، ومن أهم هذه الآثار مجموعة الأعمدة التي أقيمت في الساحة الكبيرة بمعبد آمون بالكرنك، والتي لم يبقَ منها الآن إلا عمود واحد فقط.
كما أنه حقق الكثير من الانتصارات والفتوحات أهمها على الآشوريين.

شاركها على
اقرأ أيضًا
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.