آخر الأخبار

ذكرى رحيل مصطفى سيد أحمد .. ونبقى بعدك في الأسى

الخرطوم – عثمان الأسباط

ذكرى رحيل الفنان مصطفى سيد أحمد والتي تصادف (17) يناير من كل عام، تجد احتفاء من الملايين داخل وخارج السودان، وهي مناسبة لها أبعاد فنية وإنسانية.

أثرى أبو السيد الساحة الغنائية بعدد كبير من الأغاني التي تميزت بحسها الوطني العالي، والتصاقها المباشر بقضايا البسطاء والمحرومين، من منطلق إيمانه بقضاياهم، وبوطنه، وفكره الذي يحلم ويطالب بعدالة اجتماعية تحتضن كل أبناء الوطن وتساويهم في الحقوق.

أعمال فنية للكافة

أنتج الراحل أكثر من (400) أغنية في عمره القصير “43” سنة، وقد جذبت إليه هذه الأعمال جمهورا من البسطاء والمهمشين والمثقفين، والشباب، وطلاب الجامعات، والعمال، كونه غنى للحبيبة، والوطن، والفقراء؛ أغنيات مناوئة للديكتاتورية والحكم العسكري.

خارج عن المألوف

غنى أبو السيد ولحن نصوصا تعد خارجة عن مألوف الغناء في السودان مثل أشعار عبد الرحيم أبو ذكرى، وأزهري محمد علي، وقاسم أبو زيد وهاشم صديق.

قواسم مشتركة

من عجائب الصدف والأقدار أن يتزامن تاريخ رحيل محمود عبد العزيز مع الفنان مصطفى سيد أحمد في السابع عشر من يناير، وفي يوم (الخميس) تحديدا، والبحث عن الروابط المشتركة التي تجمع بين الاثنين ليس بالأمر العسير، فكلاهما تمتع بخامة صوتية متميزة وأداء تطريبي عالٍ، بنكهة خاصة عميقة الأغوار، وكلا الفقيدين ارتكز في بداياته الأولى على مخزون الأغنيات السودانية القديم المتمثل في الحقيبة أو بواكير الأغنية الحديثة في تواريخها ما بعد سنوات الخمسينيات.

واشترك محمود ومصطفى قبله في إبداعات مشحونة بالرسائل، إذ تميز مصطفى بتبشيره بخطه الاشتراكي الواعي، فتغنى لصالح الفقراء في: “عم عبد الرحيم، الحاج ود عجبنا” وأخواتهما فجاءت جماهيريته من وسط النخبة تدين وتعتقد في النظرية الاشتراكية، أما محمود فإن سر جماهيريته الكاسحة يرجع إلى براعته في شمولية ذكية بالتغني لمجموعة من شرائح المجتمع البسطاء، السياسيين، المحاربين، الطلاب ومظاليم الهوى والغرام، فصنع بذلك فيضاً جماهيرياً زاخراً ومتنوعاً بتنوع مجالات غناء الراحل “الحوت”.

واللافت للنظر أن الثنائي ابتلي بالمرض، الذي طالت أيامه مع سيد أحمد وعجل برحيل الحوت.

شاركها على
اقرأ أيضًا
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.