آخر الأخبار

مستحضرات التجميل المغشوشة.. التشويه على أرضيات الأسواق

الخرطوم – ريم إبراهيم
لم تكن تدري الشابة آمنة محمد أن استخدامها لمستحضرات التجميل والكريمات رخيصة الثمن سوف تدفع ثمنها غالياً، وأنها لم تكن مواد تجميلية، وإنما تشويهية أصابت بشرتها بالندوب والذبول والتهيج والاحمرار الذي تحول إلى اسوداد، وبات الأمر أشبه بزحفٍ صحراوي اجتاح جمال الشابة آمنة، وحول ملامحها النضرة إلى ملامح يكسوها البؤس.

حاولت آمنة أن تعيد بشرتها إلى ما كانت عليه، وطرقت أبواباً كثيرة، لخبيرات تجميل وأطباء جلدية، لكنها لم تكن تعلم أنه قد فات الأوان، لأنها لم تكتف بتجربة المستحضرات الرخيصة فقط، وإنما واصلت في استخدامها لسنوات تضررت على إثرها بشرتها تضرراً بالغاً،  وهي الآن تخضع لمعالجة ربما ستستمر للشهور أو لسنوات.

منتجات مغشوشة

وتضج الأسواق السودانية والطرقات بالعديد من أصناف مستحضرات التجميل، مفروشة على الأرض، بطريقة غير مطابقة للمواصفات الحفظ والبيع السليم، وتعلو أصوات مايكروفونات الباعة تنادي الزبائن برخص أثمانها، دون النظر إلى تاريخ صلاحيتها أو طريقة تخزينها.

وتدون إدارات الشرطة السودانية عديد الضبطيات عن مستحضرات التجميل المهربة والمنتهية الصلاحية والمضرة بصحة الإنسان، كما تنوه الجهات المختصة وذات الصلة بالانتباه إلى تلك المستحضرات التي يؤدي استخدامها إلى نتائج كارثية.

وتُقبل بعض النساء على شراء مستحضرات التجميل، دون الاهتمام بالاطلاع على المواد المستخدمة في تصنيعها، مع العلم أن بعضها قد يشكل خطراً على الصحة عامةً والجلد بشكل خاص.
عند استخدام مستحضرات التجميل، تمتصها البشرة وتصل إلى الجسم بالكامل، لذلك عند اختيار مستحضرات التجميل، من الضروري معرفة الفروق الموجودة بينها، ومعرفة المفيد منها والضار، وهناك أيضاً منتجات مغشوشة يجب الحرص عند شرائها واستخدامها.
ظروف سيئة
ترى الطبيبة الصيدلانية حياة مدثر أن (الكورتزون) الموجود في المتاجر والأسواق، معظمه يحتوي على مادة (الكلوبيتاسول)، وهذه المادة تحتاج إلى طريقة ترحيل وتخزين معينة. وتضيف حياة: “نحن لا نستطيع أن نتكهن على معرفة ماذا حدث للمستحضر أثناء الترحيل، أي قد تكون عملية ترحيله أو تخزينه سيئة أثرت في تركيبة المواد المكونة له”.


الكورتيزون والكورتيزول
تقول د. حياة مدثر “يقوم أصحاب المتاجر بنصح السيدات باستخدام الكريمات صباحاً ومساءً، وتكمن المشكلة في أن الكمية المستخدمة تكون كبيرة وتؤثر في البشرة بشكل سيء، وتعوّد البشرة على هذه الكمية من المستحضر ومن ثم إيقافها بطريقة مفاجئة يصبح الأمر كارثياً، لذلك من الأصح أن تقوم السيدة بإيقاف استخدام المستحضر تدريجياً”.
ويعرَّف الكورتيزون بأنه هرمون مُصنّع يشبه هرمون (الكورتيزول) الطبيعي الذي تُنتجه الغدة الكظرية في الجسم.
كما أن استعمال الكريمات التي تحتوي على نسبة عالية من الكرتزون لفترات طويلة، يمنع الجسم من إنتاجه الطبيعي ويصبح الاعتماد علي الكرتزون المضاف خارجياً، وعند التوقف عن الاستخدام يصبح الجلد رقيقاً، وتبدأ الشرايين بالظهور، وتكون البشرة أكثر عُرضة للتحسس والالتهابات والتهيج، وربما تتحول إلى إكزيما، وقد يتطور الأمر حتى يتحول إلى سرطان جلد.
تغيير ديباجات
وأكدت د. حياة أن جميع المنتجات المنتشرة في المتاجر هي عبارة عن مستحضرات تحتوي على نسب عالية من الكرتزون المركّز.
قد تختلف مسميات هذه المستحضرات لكنها تحتوي على نفس المكونات، غير أنها لم تُخزن بدرجة حرارتها المناسبة وهي 25° درجة مئوية، كما أن تلك المواد قد تكون منتهية الصلاحية، ويقوم بعض الأشخاص باستبدال ديباجاتها المنتهية بأخرى سارية الصلاحية، مما يتسبب في افتعال مشاكل للبشرة.


خبرة تراكمية
في إحدى المناطق الشعبية يعمل (محمد آدم) في متجره الخاص ببيع مستحضرات التجميل، يقول محمد ل(سلانيوز) إنه يعمل في مجال بيع مستحضرات التجميل والعطور منذ عام 2017م، ويضيف أنه اكتسب الخبرة في هذا المجال من إخوته الذين عمل معهم بمنطقة النهود الواقعة شمال كردفان، ومن خلال العمل المستمر أصبحت لديه القدرة على إعداد خلطات الوجه الخاصة بالسيدات، ويضيف أنه يستطيع معرفة نوع البشرة من خلال النظر إلى وجه السيدة، وعلى ضوء ذلك يحدد نوع الخلطة التي تحتاجها.
ساخنة وباردة
ويشير إلى أن الكريمات تنقسم إلى قسمين، الأول باردة والقسم الآخر ساخنة، ويأتي هذا التصنيف من خلال تأثيرها على البشرة.
ينفي محمد آدم تهمة تغيُّر ديباجات الكريمات منتهية الصلاحية، مؤكداً أن خاصية الكريم ولونه ورائحته تتغير بمجرد انتهاء صلاحيته، ولا تستطيع أي جهة إعادة استخدامه، ويقول إن متجره يخضع لمراقبة من قبل وزارة الصحة وأيضاً من قبل حماية المستهلك، وإنهم إذا وجدوا لديه أي مستحضر منتهي الصلاحية يتعرّض إلى مُساءلة قانونية تنتهي بدفع غرامة مالية تحددها الجهة المعنية.
يقول محمد: “عملية التخزين قد تؤثر في شكل الكريم كما أنه التخزين السيء قد يُعطي نتائج عكسية عند استخدامه”. ويذكر أن السودان بطبيعة بيئته هو منطقة حارة ومشمسة طوال العام، هذه الحرارة تؤثر في مستحضرات التجميل.
ويرى محمد أن فصل الشتاء هو الفصل الأفضل على الإطلاق لأنه يحافظ على جودة المستحضرات ويحفظها لمدة أطول، كما أن قطوعات الكهرباء المستمرة تجعل المستحضرات عُرضة للتلف، لذلك أصبح يُقلل من كميتها في متجره، كما أن يُحضر كميه قليلة منها ريثما يبتاعها ثم يحضر غيرها.
الأكثر طلباً
ويضيف أن أكثر الصُباعات طلباً هي (الميلانو فري، والصفك بالحليب والصفك بليمون، والأورنج، واللوسي، وفيحاء، واماليكو، والكرتون).
وينهي حديثه بأن سبب الإقبال الكبير على المتاجر يعود إلى أن المنتجات تكون في متناول اليد من حيث الأسعار،  لذلك تُقبل النساء على شرائها من مختلف الفئات العمرية ابتداءً من عمر 18عاماً، وحتى الـ 45 عاماً.
الصيدليات لا المتاجر
يُوصي خبراء التجميل والعناية بالبشرة بعدم استخدام المنتجات التي تغير لون البشرة بطريقة مبالغ بها، وأن التفتيح لا بد أن يكون بين درجة إلى درجتين لأن التفتيح أكثر من ذلك غير آمن، ويوصي الخبراء بالذهاب إلى الصيدلية بدلاً عن المتاجر لأنهم أصحاب الاختصاص.

شاركها على
اقرأ أيضًا
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.