آخر الأخبار

السودان.. احتفاء بعيد الحب رغم التردي الاقتصادي

الخرطوم – ريم إبراهيم

يحتفل (آرمن ولورينسا) بعيد الحُب من كل عام، فهما اليوم يجددان حبهما في وسط مدينة الخرطوم كما اعتادا التلاقي في ذات المكان في كل عام، بعد أن عبرا حدود دولتهما إلى السودان، وحالهم حال الكثيرين من العشاق، إذ أن عيد الحب أصبح بمثابة فرصة يُعبّر فيها المحبون عما يجيش في دواخلهم عن طريق إهداء الهدايا وتبادل كروت المعايدة والزهور وغيرها.

تاريخ الفلنتاين

يحيط الغموض بتاريخ هذه المناسبة، لكن يُتفق على أن اسم الفالنتاين منسوب إلى أحد القساوسة الذين عاشوا في روما. تقول المصادر التاريخية إن هناك قسيساً يدعى (فلنتاين) كان يخدم في الكنيسة الكاثوليكية خلال القرن الثالث في روما، وكان يقوم سراً بمساعدة الجنود في الزواج بمن يرغبون، ولكن تم إعدامه عام 296م، من قبل الإمبراطور بعد أن كشف أمره.

هناك رواية أخرى، تقول إن القسيس نفسة كان مسجوناً، وكان هو أول من يرسل رسالة حب لمعشوقته.

بينما يعتقد الكثيرون أن الاحتفال بيوم الحب في الرابع عشر من فبراير/ شباط من كل عام، وهو مناسبة لإحياء ذكرى مقتل القسيس (فلنتاين).

رغم الأوضاع

أنور حسن، المشهور بـ(صاحب السعادة) وهو مالك لمتجر بالسوق العربي، قال إن استقبال الناس لعيد الحب يكون بشراء الهدايا لمن يُحبون والخروج من المنزل لتجديد عهد المحبة، لكنه يرى أن هذا العام على الرغم من إقبال الناس لشراء الهدايا إلا أنه لا يقارن مع السنين الماضية، إذ يعتقد أن أعداد المحتفين بعيد الحب تناقصت وهذا بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية.

وذكر (صاحب السعادة) أن هناك بعض العشاق يقومون بإيداع مبالغ مالية لديه على مراحل قبل الاحتفال بشهر كامل لكي يستطيعون شراء هدية.

وفي المعنى القيمي لتبادل الهدايا في عيد الحب، يرى أنور أن الأحباء يعبرون بها عن مشاعرهم.

الأوضاع الاقتصادية التي يمر بها السودان أثرت على تفاعل الناس مع هذه المناسبة، ففي جولة قمنا بها للتعرف على أسعار الهدايا، وجدناها في متناول اليد ويستطيع الأشخاص شراءها فهي تتراوح من 2500ج إلى 1000ج ، وأغلبية الفئات العمرية التي تحتفي بعيد الحب لا تتجاوز أعمارهم 35 عاما.

كما يرى أن الإناث هن الأكثر اهتماما بتقديم الهدايا والسعي للحصول للحفاظ على علاقتهن بمن يحببن، على عكس الشباب، فهم لا يميلون إلى شراء الهدايا، وإذا قام أحدهم بشراء هدية يقوم بإخفائها خوفا من تنمر أصدقائه والمجتمع.

قفة فرح

وقال أنور أكثر أنواع الهدايا التي تقدم في هذا اليوم، ما يسمي بـ(قفة الفرح) فهي تحوي عدة مجموعة من الهدايا

ومن هنا جاءت التسمية لأنها تبعث بنفسة الفرح والسرور، أما الهدايا الأخرى مثل الساعات والدمى والورود والعطور بجانب المصاحف الملونة، وغيرها من الأشياء البسيطة، ويرى أن قيمة الهدية لا تكمن في قيمتها المادية، وإنما في قيمتها الروحية.

غير جائز

أما المواطن، منير النور، فلديه رأي آخر، إذ يرى عدم جواز الاحتفال بما يسمى بعيد الحب، قائلا: إن الله سبحانة وتعالى أتاح للمسلمين الاحتفال بعيدي الفطر والأضحى فقط.

وأضاف أن للحب ضوابط شرعية، فالشريعة الإسلامية لم تُحرم الحب ولكنها حمتة تحت ضوابط معينة وما يحدث من ممارسات خاطئة  وانتهاكات تحت مسمى الحب اثناء الإحتفال به هي ما تحرمه الشريعة، وقال إن قلة الوازع الديني وغياب دور الأسرة عن المشهد هو سبب واضح لما نراه من اختلاط مشين تحت مسمى الحُب. واختتم حديثة يجب العودة إلى الله سبحانة وتعالى، والتخلي عن العادات الدخيلة علي المجتمع السوداني.

أزواج يحتفلون

قال داود عبد الله، إنه يحتفل بعيد الحب مع زوجته وأبنائه بالمنزل، فهو لا يرى أن هناك ضرورة تستدعي الخروج من المنزل للاحتفال، بل يقومون بجلب أشياء بسيطة ومختصرة للاحتفال بها، وهو مناسبة للترفيه وتجديد عهد الحب.

شاركها على
اقرأ أيضًا
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.