آخر الأخبار

سيقلس بوست.. الإشراقة الثانية !

كتب.. نصر الدين عبد القادر
أشرقت شمس الثلاثاء الماضي على جمهور الأدب والثقافة والفنون بصدور العدد الثاني من مجلة (سيقلس بوست) باللغة العربية من دولة كندا، وهي مجلة فصلية تهتم بالفنون الإبداعية العربية من كافة اقطار العرب، لتغطي بذلك الفراغ الكبير لدى القارئ العربي هناك.

وقد جمع العدد الثاني شمل الدول العربية بأسماء متميزة في مجالات الكتابة الإبداعية من (مصر/ السودان/ العراق/ المملكة العربية السعودية/ المغرب/ اليمن/ موريتانيا/ تونس/ الجزائر/ سوريا/ لبنان/ الإمارات/ قطر/ البحرين/ عمان).

وهذا ما لم تستطع على فعله السياسة، لأن الإيمان العميق بدور الثقافة في تأليف أفئدة الشعوب، هو الأجدى، وليس هذا فحسب، بل يتعدى الأمر إلى الانفتاح على فضاءات الإنسانية الرحيبة، فكانت المحطة السياحية لهذا العدد مدينة برشلونة الإسبانية والتي تعتبر من آيات الجمال الكوني، حيث الطواف على عوالم لوركا، وكنسية (قلب المسيح المقدس) في أعلى قمة جبل تيبيدابو، والأحياء القديمة والمتحف القومي بالمدينة.

مقالات !

احتوى العدد على عشر مقالات في النقد والفلسفة والقراءات الجمالية والترجمة والفنون والعولمة، وأشكال الكتابة الشعرية، وصناعة المعنى، والصحراء .. وكان لرحيل الهرمين الكبيرين الناقد المصري د. صلاح فضل، والشاعر اليمني الدكتور عبد العزيز المقالح، حضور كبير في هذا العدد، حيث اشتمل على مقالين رثائيين عن الرجلين الكبيرين الأول سيرة نقدية، والثاني تكذيب لخبر الموت.

نصوص شعرية !

كما تضمنت الإصدارة الثانية، عشرين نصا شعريا توزعت الأسماء فيها بين آسيا وأفريقيا، حيث يجد القارئ من السودان الشعراء: ( أسامة تاج السر / محمد عبد الله عبد الواحد/ محمد نجيب محمد علي) ومن السنغال الشاعر: محمد الأمين جوب/ ومن سوريا: (الشاعرة فاطمة كريم، والشاعر عبد القادر الحصني)/ من مصر الشعراء: (محروس بريِّك/ سيد عبد الرازق/ رشا زقيزق/ البيومي محمد عوض) ومن اليمن الشاعران: (عامر السعيدي/ عبد الله حمود الفقيه)/ من السعودية الشاعر الحائز على لقب أمير الشعراء في دورته قبل الماضية الشاعر سلطان السبهان/ ومن لبنان الشاعرة أسيل سقلاوي/ من موريتانيا الشاعر محمد ولد إدوم/ ومن دولة الإمارات الشاعر طلال الجنيبي/ ومن العراق الشاعران: (قاسم العابدي/ سعد ياسين يوسف)/ ومن سلطنة عمان، الشاعرة: بدرية البدري، ومن البحرين الشاعر: سيد أحمد العلوي.

حواران واستطلاع !

ضم العدد حوارين إبداعيين، الأول مع الشاعر اللبناني الكبير شوقي بُزيع أجرته رئيسة التحرير، والثاني مع الكاتب والمترجم التونسي جمال الجلّاصي، أجرته معه الشاعرة والإعلامية التونسية هندة محمد.
بينما استطلعت الشاعرة والإعلامية اللبنانية حنان فرفور عددا من الشعراء والنقاد في المسألة البينية (الصنعة/ الإلهام).

مدينة برشلونة.. آية الجمال البديع !

وقف العدد من خلال محطاته السياحية عند قمة جبل تيبيدابو، مستكشفا ومتأملا تلك التحفة المعمارية هناك، المعروفة بـ(كنيسة قلب المسيح المقدس)، ومن ذلك العلو الشاهق يستطيع المرء مشاهدة مناظر المدينة الساحرة، مثلما استمتع سكان المدينة برؤية الكنسية من أي مكان في برشلونة. والمتتبع لهذا العدد لا شك أنه سيكون منبهرا بمحطة برشلونة وأحيائها القديمة وفنونها الخالدة، ولغتها الكتالونية الخالدة.
ولأنّ نافورة (كاسادا) تعتبر من أجمل مناطق الجذب السياحي في المدينة، تم اختيارها لتكون واجهة لغلاف العدد. ولأنّ الفنون هي أساس نهضة البلاد التي نهضت وتطورت وتحضرت، كان زيارة المتحف القومي في برشلونه دليل كبير على صدقية ذلك.

ثم كان الحضور المميز لواحد من أساطين الأدب الإسباني والعالمي فيديريكو غارسيا لوركا، شاعر الحب والنضال، والذي كان عظيما حتى في موته.

نصوص قصصية..!

لن تكون ثمة مجلة أدبية ثقافية متميزة من غير الإبداع القصصي، فكان لحضور القصة القصيرة بهاء ومتعة عبر خمسة نصوص، تعددت خلالها الجغرافية، لكنها اتحدت في الفعل الجمالي، من اليمن شارك القاصان ياسين محمد البكالي، ونجود القاضي بنصيهما (الجالون الأسود/ لاكوست)/ ومن العراق جاءت قصة (وشم بغداد) للقاصة رغد السهيل/ ومن السودان القاص الشاب أبو بكر الصديق أبو حراب عبر نصه (سراب)، ومن سوريا جاء نص (حالم الحواس المفقودة) للقاص موفق مسعود، ومن الجزائر جاءت قصة (المصلوب) للقاص الجزائري علاوة كوسة.

ريشة كاووش !

محطة الرسم والتلوين ذهبت إلى حيث يقيم الفنان التشكيلي العراقي ستار كاووش المسكون بالألوان.. حيث يقيم بهولندا، إذ سوف يجد عشاق اللون، أربع لوحات تحمل أسماء: (الملاك المنسي/ الحديقة المسحورة/ الحلم الغارق/ الحديقة الزرقاء) لهذا الفنان الكبير.

النسخة الإنجليزية من المجلة !

جاء في افتتاحية المجلة في عددها الثاني تبشير بميلاد النسخة الإنجليزية في المدى القريب القادم، وهذا ما سوف يفتح فضاءات واسعة ونقلة نوعية لوصول الإبداع العربي إلى رحاب أكثر اتساعا، وتعريف الآخر بما يملكه متحدثو العربية من آداب وفنون، ومن ثم تتلاقى الجماليات عبر اللغة غلإنسانية المشتركة الوحيدة وهي لغة (الإبداع)

شاركها على
اقرأ أيضًا
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.