آخر الأخبار

نهال آدم.. عمر صغير وموهبة كبيرة

من داخل معرض الزهور

عندما  تذهب الى معرض الزهور  وتتجه بنفسك إلى الجهة الغربية من المعرض تجد الطفلة نهال آدم تتوسط مجموعة من الأعمال اليدوية.. لوهلة تظنها تلهو بها أو أنها أتت مع أحد أفراد أسرتها تعينه على حراسة المكان، ولكن عندما تقترب أكثر من المكان تجدها غارقة مع الزوار في شرح تفاصيل لوحتها.. تنتابك الدهشة وتشع عيناك أعجاباً بدقة تصاميم أعمالها، فهي برعت  وتألقت موهبتها الفذة في مجال الفنون الجميلة والمشغولات اليدوية والصناعات الفخارية واللوحات الفنية على الرغم من صغر سنها تصنع الجمال من اللا شيء.
مجال الفنون التشكيلية والصناعات اليدوية ليست حكراً على الكبار فقط، فهناك أطفال استطاعوا تنمية مواهبهم الصغيرة والمشاركة بها في المعارض السنوية و المسابقات العالمية والفوز فيها، ولم يقتصر الأمر على الفوز فقط بل والحصول على المركز الأول.
خلال جولة أجرتها (سلانيوز) داخل معرض الزهور  السنوي حاورنا  المبدعة نهال آدم للوقوف على موهبتها ومعرفت بدايتها و تفاصيل عملها.

حاورتها: ريم إبراهيم

* في البدء لاحظنا الفوارق العمرية بينك وبين المشاركين في المعرض لهذا العام ، حدثينا عن مشاركتك؟
أنا أبلغ من العمر 17عاما، بدأت مشاركتي بمعرض الزهور منذ عام 2009م، واستمرت حتى الآن، وهذه ليست صدفة، فقد انحدرتُ من أسرة فنية مارست الفن منذ زمن بعيد، درست والدتي الفنون في جامعة السودان، وأصبحت تمتهنها كُنت أذهب معها إلى المعارض التي تشارك بها، كمعرض الخرطوم الدولي ومعرض الزهور وأيضا كانت تُقام معارض متجولة.


*والدتك هي الداعم الرئيس في تنمية موهبتك وتبنيها كيف تأثرتي بها؟
هي من علمتني أصول الفن تأثرت بها كثيراً وأصبحت أقلدها، كانت تصطحبني معها كما أسلفت إلى المعارض، تقوم أمي بصناعة الفخار، والمجسمات وتلوينها والرسم عليها، وصناعة اللوحات الجمالية التي تُجسد واقع الريف، والطبيعة  كل هذا جعل أمي ملهمتي في الأعمال الفنية.
* من أين تحصلين على المواد التي تستخدمينها في صناعة أعمالك؟ وما طبيعتها عدديها لنا؟
أحصل على المواد من  الطبيعة واستخدم مواد صديقة للبيئة، كما عهدت ذلك من أمي أحول كل شيء تقريبا إلى عمل لا يوجد مواد معينة ولا أستطيع تعدادها نستخدم الأشجار بدءاً بسيقانها وحتى أوراقها، بالإضافة إلى الحصى و الرمل ونواة التمر وقشر التسالي، كما نعمل على إعادة تدوير فوارغ البلاستيك.
* ماهي أكثر الأشياء التي تجذب انتباهك  لتشكيلها  أو اللوحات ألتي دائما ما تقومين برسمها؟
لا يوجد شيء معين أقوم برسمها دائماً الفنان يميل ألى الجمال ولكن غالبا أهتم بتجسيد الطبيعة، أما المجسمات أحب أن تكون صغيرة الحجم للتريح الزبون ولأن الناس يميلون إلى الأشياء الصغيره لأنها سهلة ألحمل ويمكن وضعها في جميع الأماكن في المنزل أو السيارة، كما أنها سهلة التحكم أثناء تشكيلها، ومنظرها يكون أجمل من الأشكال كبيرة ألحجم.


* مشاركتك الداخلية والخارجية في مسابقات الفنون والثقافة حدثينا عنها؟ كيف استطعتي الفوز بها؟
أولاً، أرى أن المشاركة فرصة، ولكن الفوز قرار هذه فلسفتي في الحياة أضع الفوز نصب عيناي لأحصل عليه، لذلك دائما أجد الفوز حليفي، في كل مشاركة لي،
شاركت في عدة مسابقات خارج السودان في نادي الشارقة أُقيمت في مركز الفيصل الثقافي بالرياض، كما الحال في مسابقة الوطن بعيون الأطفال في مركز بسطاوي بغدادي للثقافة والفنون، وحصلت على المركز الأول من أصل 500 طفل مشارك، ولم يتوقف الأمر على الفوز فقط، بل أصبحت لوحتي الفائزة تُستخدم كطابع بريدي، للبريد السوداني، وكُرمت من قبل مركز بسطاوي بغدادي وبرج الاتصالات تكريماً ماديا بأعطائي (شيك) وأيضا حصلت على شهادة تقديرية كما كانت مشاركتي حاضرة دائماً في معرض الزهور، ومعارض أُخرى نقوم بعرض أعمالنا أنا وأمي وأخواتي في المنزل ولدينا زبائن يحبون عملنا ويطلبونة.


*هل كانت لديك مشاركة في القنوات السودانية ؟
نعم كنت أعمل في التلفزيون القومي مقدمة  لأحد برامج الأطفال برنامج قطار الزهور، وأقوم أيضا بالرسم على وجوه الأطفال أستمر عملي معهم لخمسة أعوام من (عام 2014 -2019).
* ما الهوايات الأخرى التي تمارسينها بجانب الرسم والفنون؟
ليست لدي هواية أخرى أهوى الرسم والنحت والعمل على جمع المواد لأستخدامها وصناعة الفخار فقط ليست لدي هوايات  أخرى لأن الفن ألتشكيلي يأخذك إليه دون أن يترك لك المجال للهواية أخرى، فكلما أجد وقت اغتنمه  أما  لرسم لوحة أو لتصميم مجسم أو لنحت على الخشب أو لذهاب للقرأة الأكاديمية.
* أنتِ الآن مقبلة على امتحانات الشهادة الثانوية هل تنوي دخول جامعة الفنون الجميلة؟
لا ليست لدي الرغبة في نفس التخصص أنا أمارسه أصلاً لذلك أريد الالتحاق بمجال آخر  مختلف عن اهتماماتي الآن، وأرى أني أميل لقسم المحاسبة والعلوم الإدارية.


كيف ترين نفسك في مجال الفن التشكلي في المستقبل؟
أولا، أتمنى من الله ألتوفيق في امتحانات الشهادة والدخول إلى الجامعة، ولن أتوقف عن الرسم، وأرى التقدم والنجاح والازدهار أن شاء الله سيكون لنا معرض خاص بنا أنا ووالدتي وأخواتي  لعرض أعمالنا ومزيدا من المشاركة  في المسابقات والفوز .
* كلمة أخيرة
أتمنى من الأسر السودانية تفهم مواهب أطفالها وتنميتها وتوفير الأدوات والأماكن المناسبة لها، وعدم التدخل في رغباتهم وإجبارهم على تخصصات لا يحبونها وأتاحة فرصة لأبنائم ليبدعوا في اختياراتهم. وفي الختام أتقدم بالشكر لمنصة (سلانيوز)  الأخبارية لإتاحة فرصة الحوار والشكر موصول لأمي التي لطالما دعمتني وما زالت مستمرة، صاحبة الفضل بعد الله في ظهور إبداعي للناس وشكرا.

شاركها على
اقرأ أيضًا
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.