آخر الأخبار

الرسام يس.. موعد مع الجمال

الخرطوم- موضي بشرى

“احمل ريشة وعلبة ألوان وورقة بيضاء وتعال لندخل عالم يس وندور بين تفاصيل فنه ولوحاته التي ماثلت الخيال في سحرها”.

يس محمد الأمين هو صاحب اللوحات والأعمال الفنية التي تصيبك بالدهشة ما إن يقع نظرك عليها، فقد كان لنشأته الريفية وانتقاله فيما بعد إلى العاصمة الخرطوم بالغ الأثر في تكوين رؤيته الفنية، فقد أدى هذا التنوع في البيئات التي عاش فيها إلى أن يكون فنه بهذه العفوية والجمال.

ترعرع المبهر يس في بيئة داعمة، بل ومنتجة للجمال بأبسط المكونات، وتشرب الفن منذ صغره بصناعه الألعاب من بقايا الحديد والبلاستيك، والطين الذي صنع منه أجمل المنحوتات وصناعته للصافرات من أعواد القصب.

أخذت هذه المواهب تنمو إلى أن تحولت من شرنقتها إلى موهبة مكتملة الأركان، فبدأ بالرسم على جدران الأندية والمدارس بلوحات عبرت عنها.

لوحة أزهرية

ليس هذا فحسب، بل إنه نال شرف رسم الزعيم الأزهري وتسليمه اللوحة يدا بيد، كما قام بتجسيد رسم للشريف حسين الهندي، وتعود ذكرى أولى لوحاته إلى يونيو1967 بإهدائه لوحة للأمير الصباح أمير الكويت تزامنا مع زيارته إلى السودان لمؤتمر اللاءات الثلاث، ولعل موهبته هذه مكنته من الاختلاط برواد الإعلام في السودان كعلي شمو ومحمد خوجلي صالحين والخطاط الأول في التلفزيون ادمون منير.

فن لا يباع

يرى يس، أن البيئة السودانية وما بها من تلاقح وتمازج تسهم بشكل كبير في تشكيل شخصية الفنان لتميز شعبها عن باقي شعوب العالم بعاداته وثقافاته المتوارثة وتسارعه في التعاضد والتآخي في مختلف المواقف.

وفي ظل نشر هذه الثقافات يميل يس لإهداء رسوماته بدلا عن بيعها،  لأنه وبحسب وصفه فإن الفن لا يباع ولا يقدر بثمن، بل يقدر بالقيمة الفنية التي يحملها، فالفن ملك لكل متذوق له.

الفن لا يتجزأ

تمرد الفنان عن الدراسة ليس بالضرورة أن يكون معيقا لمواهبه، فقد تمرد يس عن الدراسة في وقت مبكر لكن كانت لموهبته الكلمة الأخيرة،  فقد تبادل خبراته الفنية مع كبار الفنانين كإبراهيم الصلحي وعثمان شبرين وراشد دياب، فالإبداع هو ما يدفع بدفة صاحبه نحو إبراز نفسه في المجتمع.

وبجانب ريشته،  فقد أبدع في تشكيل الطين الأحمر بمزجه بتراب يعرف بالدمر ومزج هذا الخليط وإضافة بعض المكونات الأخرى وتقديمه فيما بعد لعمل مجسمات غاية في الدقة والجمال.

تغلب المناظر الطبيعية والسحنات الإنسانية في أعماله لقناعته بأن الوجوه تحمل في طياتها قراءات يمكن استنباطها بمجر النظر للوجه المرسوم، وهنا تكمن القيمة الفنية باختلاف الوجوه والملامح، كما كانت النزعة الأفريقية واضحة في فنه لتنقله عبر بعض الدول الأفريقية التي استوحى من طبيعتها بعض رسوماته واعتماده في التلوين على ألوان البشرة السودانية “السمراء والسوداء”.

والفن لا يتجزأ، فليس له عمر محدد ولا وقت محدد كذلك، ولا يمكن اختزاله في أدوات الرسم والنحت فقط، فالطبيعة فن رباني أبدع المولى في صنعه، ويشجع يس المنتجات المحلية فهو يستخدم الأخشاب وقطع القماش ويقوم بالطلاء الحائطي والرسم عليها.

وبالرغم من أن الحكومات السودانية لا تلقي بالا لمثل هذه الفنون وتشجيعها إلا أن الفنان هو من يقيم عمله الفني الذي يستطيع أن يعبر به بين القارات لتعريف العالم به.

 

 

 

شاركها على
اقرأ أيضًا
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.