آخر الأخبار

شهر رمضان.. موسم عبادة وعمل

الخرطوم – موضي بشرى

هو ضيف كريم، يضع رحاله بعد رحلة تدوم لأحد عشر شهرا، فيجد الجميع في شوق واستعداد لاستقباله، فتُفترش الأرض رملا، وتزدان الشوارع بالأضواء في احتفالية بمقدمه.
يبدأ استقباله بالتحضيرات المعتادة من تجهيز “الحلو مر” المشروب السوداني الذي يصنع من دقيق الذرة، وكذلك بشراء ثمار التبلدي والكركديه والعرديب، وبالتأكيد شراء الأواني الجديدة في احتفالية بالشهر.


ففي كل عام ومع اقتراب رمضان تزدحم الأسواق بالمشترين خاصة من النساء اللاتي يتحلقن حول بائعي الأواني وبائعي البهارات في استعداد منهن لهذا الشهر، إلا أن الوضع اختلف قليلا هذا العام.


منتصر صديق (طالب جامعي) اقتطع جزءا من وقته لمشاركة أسرته في العمل، فقد توسط لوحة من ثمار العرديب والكركديه واللوبياء والبلح إلا أنه شكا من قلة البيع هذه السنة خاصة مع اقتراب شهر رمضان، ففي السنوات السابقة كانت بضاعته تنتهي مع مقرب الشهر الكريم، وعزا ذلك إلى تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد بجانب شرائه البضائع من سوق أمدرمان بأسعار غاليه تجعله يزيد من أسعاره أيضا، الأمر الذي أدى إلى إحجام الناس عن الشراء. خاصة النساء اللاتي انصب اهتمامهن نحو شراء الأواني.


ولكن يبدو أن هذا الإحجام عن الشراء قد طال حتى بائعي الأواني نفسهم، فبالرغم من استعداد إبراهيم محمود صاحب محل الأواني المنزلية إلا أن تركيز الشراء كان على الجرادل والأكواب إلى حد كبير، وأن نسبة شراء السيدات للأواني استقبالا للشهر قد انخفض مقارنة بالمرات السابقة.

وهذا ما أشارت إليه سامية محمود بقولها إنها تستشعر الجانب الروحي والعبادات في استقبالها لشهر رمضان أكثر من الجانب المادي، فهي لا تقوم بشراء الأواني كل عام ولا تقوم بشراء كميات كبيرة من العرديب والتبلدي وغيره، بل تبدأ شهرها بما يكفيها لمدة أسبوع وتقوم بالشراء مجددا عند انتهائها.

وعلى الكعس منها فقد استعدت سعدية الإمام بتجديدها للأواني من أكواب وغيرها وعمل الحلو مر واقتسام جوال من البصل بينها وجارتها وقمن بتحميره، هكذا تحتفل سعدية بمقدم رمضان بإضافة هذه النكهات السودانية لاستقباله.

شاركها على
اقرأ أيضًا
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.