داخل السجون: غندور “الصحة جيدة”.. الجزولي “الضعف والهزال”

الخرطوم: بشير النور
أكدت وفاء إبراهيم غندور رئيس حزب المؤتمر الوطني المكلف لموقع (سلا نيوز) تسلمهم قراراً قضائياً بتحويل بلاغ والدها وآخرين للمحكمة، وقالت إن غندور يتمتع بصحة جيدة حسب رؤيتها له مؤخراً بسجن كوبر، لكنه مستاء بشدة من بطء الإجراءات القانونية وعدَّها “تسويفاً سياسياً” من الدرجة الأولي وليس قانونيا، مما دعاه الدخول في إضراب عن الطعام منذ أربعة أيام، بينما كشف لموقع (سلا نيوز) عصام الدين، الشقيق الأكبر للدكتور محمد علي الجزولي عن تدهور حالة شقيقة الصحية. وقال إن جسمه أصابه “الضعف الهزال”.
ودخل رئيس حزب المؤتمر الوطني المكلف البروفيسور إبراهيم غندور، الموجود في سجن “كوبر” في الإضراب عن الطعام احتجاجاً على اعتقاله لأكثر من عامين من دون محاكمة، وبعد أن رفض القضاء التجديد بحبسه، كما دخل معتقلو حزب المؤتمر الوطني المحلول وعددهم (11) معتقلاً بسجن الهدى بينهم رئيس حزب دولة القانون والتنمية د. محمد علي الجزولي ورئيس الحزب المحلول بولاية الخرطوم (المؤتمر الوطني) أنس عمر دخلوا في إضراب مفتوح عن الطعام عقب إخطارهم بتجديد الحبس مرة أخرى.
قائمة المضربيين
وشملت قائمة المعتقلين المضربين عن الطعام بسجن الهدى الترمزي محمد نور، جمعة عريس فضل الله، الطيب السيد ود بدر، د. جمال أحمد الشهيد، د. عبدالرحيم عمر محي الدين، مالك عثمان محجوب، د. أسامة عثمان مساعد، د. محمد علي الجزولي، د. صديق صالح الفكي، أنس عمر فضل، خالد محمد نور علي.
وحمَّلت أسر المعتقلين السياسيين رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان، ورئيس القضاء والأجهزة الأمنية المسؤولية الكاملة عن سلامتهم الشخصية وبطء الإجراءات القانونية خلال عامين.
وأكدت وفاء إبراهيم غندور لموقع (سلا نيوز) الإخباري تلقيهم القرار من الجهاز القضائي بتحويله بلاغ والدها وآخرين للمحكمة بعد مطاولات أمدت ذهاء العامين، وقالت وفاء إن غندور وصف قضية اعتقاله الممتدة لعامين بـ (التسويف السياسي) بالدرجة الأولى وليس قانونياً مما دعاه لدخولهم في إضراب عن الطعام لأيام من أجل إطلاق سراحه أو تقديمه لمحاكمة عادلة.
وأشارت وفاء إلى مدة زمن التحريات مع والدها غندور لدى السلطات الأمنية بأنها لاتزيد أكثر عن (ربع ساعة). وكشفت أن والدها عندما يتحصل علي إجراء خروج قانوني بـ (الضمانة) يواجه على الدوام بقرار سياسي يقضي بعدم التنفيذ، آخرها مكوث غندور في منزله ليوم واحد، وتم القبض عليه في اليوم التالي بواسطة السلطات الأمنية، وضمان آخر امتد لساعات مع تجديد عمليات الاعتقال مرة تلو أخرى بحجة المزيد من التحريات.
غندور لا هاتف
بدورها حمّلت نعمات أحمد حسن زوجة إبراهيم غندور، في تصريح لموقع (سلا نيوز) حملت رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان والنائب العام وكل الأجهزة القضائية أي ضرر يقع على زوجها إبراهيم غندور.
وأضافت نعمات أن عملية التواصل عبر الاتصال مع زوجها غندور منقطعة تماماً آخرها كانت قبل نحو شهرين عندما أطلق سراحه وأعيد للسجن مرة ثانية في اليوم التالي، مشيرة إلى حرمان غندور من أي اتصال عبر الهاتف.
وعزت نعمات اعتصام أسر المحتجزين أمام النيابة هدفها تسريع إجراءات المحاكم وتساءلت كيف يوضع متهم في السجن لمدة عامين دون محاكمة وقالت إنهم اتبعوا كل السبل القانونية لإطلاق سراح غندور أو تقديمه للمحكمة، لكنها باءت بالفشل نتيجة للتدخل السياسي في القضية. وتابعت “غلبنا حيلة”. وكشفت عزم أسر المحتجزين، بينهم قادمون من الولايات، تكثيف الاعتصامات، كما كشفت عن تعامل العدالة بمكيالين، فهناك متهمون بنفس المواد المرفوعة ضد غندور بعضهم أطلق سراحه وآخرون قدموا للمحاكمة.

551 يوما بالسجن
من ناحيته كشف عصام الدين الشقيق الأكبر للدكتور محمد علي الجزولي لـ (موقع سلا نيوز) إنه شاهد شقيقة قبل ٣ أسابيع بسجن الهدى، مؤكدا تدهور حالته الصحية. وقال إن جسمه أصابه (الهزال) بعد قضائه ٥٥١ يوماً في السجن مما أنعكس أيضا على أسرته. وتابع: “أطفال الجزولي (ما قادرين) يدرسوا في المدارس لبعد والدهم عنهم باعتباره عائلهم “. وتابع أن التهم الموجهة لشقيقه تمت بسبب نشره لـ (فيديو لايف) يوضح فيه وجود انقلاب عسكري وتقويض للنظام. وقال إن جميع أسر المعتقلين تطالب رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان باعتباره الموجه للاعتقال بمحاكمة المتهمين أو إطلاق سراحهم.

منظمات إرهابية
وقال المحامي أحمد السنوسي ممثل هيئة الدفاع لـ (سلا نيوز) إن التهم الموجهة للمتهمين تشمل المواد (65) منظمات إرهابية والمواد (6،5) من مكافحة الإرهاب، والمادة (21) من الاشتراك الجنائي إثارة الحرب ضد الدولة وتقويض النظام الدستوري.
وتوقع السنوسي تحويل البلاغ إلى المحكمة الأسبوع الجاري، متوقعا بداية الإجراءات لمثول المتهمين الأسبوع المقبل، وقال إن صدور القرار تم بعد عمليات الضغط التي مارستها أسر المحتجزين وإضراب المتهمين عن الطعام.
وعدَّ المحامي مكوث المتهمين لقرابة العامين في السجن دون مثولهم المحكمة بأنها مخالفة قانونية وجميع المواثيق والمعاهدات الدولية تتحدث عن الإسراع والبت في الإجراءات، لكن الظروف الاستثنائية والتدخلات السياسية سواء من رئيس المجلس الانتقالي عبد الفتاح البرهان أو القوى اليسارية عبر لجنة التمكين هي التي أثرت سلبا في سير البلاغ ما يتنافى مع حديث البرهان في أول تصريح له عن تحقيق العدالة
وأكد المحامي لـ (سلا نيوز) أنه لم يتسلم قراراً رسمياً بالتهم الموجهة للدكتور محمد علي الجزولي كإجراء رسمي، لكنه علمها من آخرين.