الخرطوم – بشير النور
أرجع خبراء تربويون أسباب انخفاض نسبة القبول للجامعات لهذا العام لعدم الاستقرار السياسي الذي تشهده البلاد بعد ثورة ديسمبر، بجانب الضائقة المعيشية في السودان مع ارتفاع رسوم الدراسة في الجامعات.
وكشفت نتيجة القبول للجامعات لهذا العام عن تراجع نسبة القبول والتقديم للجامعات السودانية والمعاهد العليا إلى درجات أقل من السنوات الماضية.
وأكدت الإدارة العامة للقبول أن التقديم للدور الثاني على النفقة الخاصة سيبدأ اليوم الأربعاء ويستمر إلى 27 فبراير القادم.
كوفيد 19
وأوصى اجتماع سابق للجنة قبول التعليم العالي ترأسته وزيرة التعليم العالي بروفيسور انتصار صغيرون مع مديري الجامعات السودانية الحكومية وغير الحكومية، بغرض إجازة العدد المخطط للقبول 2020-2021 أوصى بخفض لعدد المقبولين بنسبة 5.4% بمقدار 22395 طالباً وطالبة عن العام السابق بسبب تراكم الدفعات في مؤسسات التعليم العالي نتيجة للظروف الصحية بالبلاد وانتشار جائحة كورونا كوفيد 19.
وبرر أستاذ الاقتصاد بجامعة وادي النيل الدكتور عمر يسن لموقع (سلا نيوز) أسباب انخفاض نسبة القبول للجامعات للعام الجاري لعدة أسباب، أبرزها عدم استقرار الجامعات الحكومية خلال الفترة الماضية، حيث صار الطلاب يركزون على الدراسة في الجامعات الخاصة، لأن الطالب فيها يتخرج (سريعا)، ويختصر الزمن، أما طالب الجامعات الحكومية، فيمكث 6 سنوات بدلاً عن 4 سنوات للبكلاريوس.
وأضاف يسن أن ضمن أسباب انخفاض النسبة الضائقة المعيشية في السودان وزيادة الرسوم الدراسية، وارتفاع معيشة الطالب في الداخليات، مما أدى لالتحاق الطلاب بمهن أخرى بينها التعدين والأعمال الهامشية ودخول سوق العمل.
وأشار يسن إلى التحاق بعض طلاب الجامعات السودانية بالجامعات المصرية مع أسرهم التي استقرت نهائياً في مصر واشترت (شققاً) سكنية هناك.
دراسة وتحليل
وقال الخبير التربوي معاوية قشي لموقع (سلا نيوز)، إن عملية انخفاض نسبة القبول للجامعات السودانية هي مسألة تتطلب التوقف عندها ودراستها وتحليلها لمعرفة مسبباتها، خاصة وأنها ظاهرة (غريبة) جرت خلال القبول في العام الجاري عكس نتائج القبول في الجامعات الأعوام السابقة.
ونوه قشي إلى أن نتيجة القبول تتطلب من أقسام البحوث بوزارة التعليم العالي ولجنة القبول وضع دراسة علمية لها لترد على تساؤل: “هل الأسباب هي ضعف نسبة النجاح العامة أم هي زيادة نتجت في أعداد الكليات؟”.
ومضى قشي قائلاً لـ (سلا نيوز) إن حكم الدراسة إذا برر سبب انخفاض نسبة القبول بتوسع الجامعات فيعني أن انخفاض نسبة القبول تُعدُّ ظاهرة إيجابية أما في حالة أنها ناتجة من ضعف نسبة النجاح العامة فالمسالة تُعدُّ سلبية وتحتاج إلى حلول جذرية وعلمية.
ثورة ديسمبر
بدوره رأى الأستاذ بجامعة أم درمان الإسلامية، البروفيسور عبده مختار انخفاض نسبة القبول للجامعات لهذا العام بأنها نتاج طبيعي لعدم الاستقرار السياسي الذي تشهده البلاد، وقال: “منذ اندلاع ثورة ديسمبر قبل 3 سنوات تأثرت الجامعات بصورة مباشرة وكذلك المدراس والتقويم الأكاديمي صار غير مستقر وبالتالي أثر في التركيز وتحصيل الطلاب، وصار استعداد الطلاب ضعيفاً لضيق الوقت، ونتيجة للوقت المحدد للتدريس انشغل الطلاب وأستاذة الجامعات بالأوضاع السياسية، فكان من الطبيعي أن يتأثر المستوى الأكاديمي في المدارس”.
وأضاف أن التحليل النهائي لانخفاض نسبة القبول جاء نتيجة للأوضاع المطردة، فلا يمكن توقع نتيجة طبيعة في ظل أوضاع غير طبيعية، وهذا التدني غير (مفاجئ).
93% طب الخرطوم
وأعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي انخفاض نسبة القبول للجامعات السودانية لهذا العام الجاري، مؤكدة أن نسبة كلية الطب جامعة الخرطوم لهذا العام بلغت 93.1%، الأسنان 91.6 % والصيدلة 89.7% بينما بلغت نسبة الطب والعلوم الصحية جامعة أم درمان الإسلامية 89.7 % والطب والعلوم صحية طالبات بنفس الجامعة 91%. فيما بلغت نسبة الطب والجراحة العامة جامعة السودان 91% بينما تراوحت نسبة الهندسة الميكانيكا والمدنية والكهربائية بنفس الجامعة ما بين 84.6% إلى 80% وكان القبول لطب الجزيرة 92.4%.
وقال وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي محمد زين علي البشير، في مؤتمر صحفي لإعلان نتيجة القبول للجامعات السودانية للعام 2021/ 2022م، إن هذا العام من أفضل الأعوام من حيث فرص القبول لعدد 26884، مشيراً إلى أن عدد التقديم عن بعد 177993 تم قبول 150403 طلاب وطالبات بنسبة قبول 84% كما تم قبول للبكلاريوس 1338 بينما تم قبول 36807 للدبلوم التقني بنسبة بلغت 24% ، وتم توفير فرص للشهادات السودانية القديمة من العام 1980، عبر مقاعد شاغرة سيتم التقديم لها في الدور الثاني لفئة الشهادات القديمة.
قلة الشهادة العربية
من جانبه، أكد مدير التقديم الإلكتروني بالوزارة وليد أحمد المبارك ارتفاع عدد الذين قدموا إلكترونياً لهذا العام عن العام الماضي، لافتاً إلى أن الأعداد المخطط لها للقبول 436 ألف مقعد والمقاعد الزيادة سوف تكون للشهادات العربية، مطالباً جميع الطلاب خارج السودان بتكملة ملفاتهم بحيث لا يفقدوا فرصهم للقبول للجامعات السودانية، لافتاً إلى أن نسبة تقديم الشهادات العربية قليل. وقال “سوف نعمل دراسة في هذا الشأن لمعرفة الأسباب”. وقال وليد “سوف تكون نتيجة القبول بالموقع الرسمي لوزارة التعليم العالي”.