آخر الأخبار

لجان المقاومة.. ركيزة الثورة وترسانتها الدفاعية

"ملوك الزح".. "أسود البراري".. "قلب الثورة" أبرز مسمياتها

 

الخرطوم – عثمان الأسباط

بشكل مؤثر وقوي للغاية كانت لجان المقاومة هي العامل الحاسم ولايزال في مسيرة الثورة السودانية علاوة على دورها في نجاح الحراك منذ ديسمبر 2018 وإلى الآن.

اللافت أن للجان ألقاباً وتنافساً نبيلاً في ميدان الثورة الشعبية ونضالاتها، فلجان المقاومة بشمبات يطلقون على أنفسهم (قلب الثورة) ولجان المقاومة في بري التي كانت روح وقلب الثورة النابض أطلق عليهم لقب (أسود البراري) وثوار جبرة ربما لموقع جبرة البعيد نسبياً أطلقوا على أنفسهم لقب طريف (ملوك الزح) بمعنى أن مسيراتهم تقطع درباً طويلاً، وهي تزح زحاً في مواجهة قمع السلطات والبمبان.

(سلا نيوز) ترصد أبرز ألقاب تلك اللجان والمجموعات بجانب الأدوار التي لعبتها في نجاح الثورة.

مقاومة سلمية

يقول أبوبكر علي يونس من الناشطين بمدينة أمدرمان لـ (سلا نيوز): “لجان المقاومة هي أجسام منظمة تقود عمل المقاومة السلمية من أجل إنجاح الحراك في مكان السكن أو العمل، وهي تضم أي شخص رافض ومناوئ للنظام بغض النظر عن الانتماء السياسي لحزب محدد أو عدمه”.

وأضاف: “تكوين لجان المقاومة يضمن تنظيم وتنسيق العمل المقاوم ومشاركة أكبر عدد من المواطنين فيه، ويسهل تكوينها في مكان السكن أو العمل نسبة لتشابه القضايا وسهولة التواصل بين الأعضاء”.

طرائف ومفارقات

من جهته يقول الباحث في التراث هيثم سليمان لـ (سلا نيوز ): برع السودانيون وعلى مر العصور فى إطلاق بعض الألقاب على الكثير من المسميات، وتبدو عادية عند سماعها لكنها تستبطن الكثير من الطرائف والمفارقات، وتخالف أحياناً حقائق الأشياء والطبيعة والمعرفة البشرية وتثير الكثير من التساؤلات.

وأضاف: “تعدُّ لجان المقاومة من الوسائل النضالية التي تفتقت عنها عبقرية الشعوب وقواها السياسية الثورية، وهذه الوسيلة الفعالة نجحت في تغيير مسار الثورة السودانية”.

وتابع: “هذه اللجان تمثل أولى عتبات تعلم الممارسة السياسية و الديمقراطية”.

وأردف: “في الحالة السودانية الراهنة، فإن لجان المقاومة يجب تنشطيها ومواصلة دورها وإمساكها بالقضايا الأساسية واليومية للجماهير ومتابعتها لأن فهذه اللجان هي برلمانات شعبية تعبر عن هموم ورغبات وتطلعات وآمال الشعب”.

بحري.. سر الهوى

من جهته، يقول منتصر الفادني عضو لجنة المعلمين ببحري لـ (سلا نيوز): “تكتسب تلك المجموعات ألقابها من منطلقات أهمها الدور الذي أدته إبان ذروة النضال، فلجان بحري مجتمعة تطلق على نفسها صفة (بحري سر الهوى)، ولكل حي صفة خاصة مثل (ثوار الليل) الصفة التي التصقت بلجان حلة حمد والأملاك والمزاد والختمية بأكثر من غيرها، حيث شكل شبابها قوام المجموعات التي تنشط ليلاً، ولجنة المزاد عرفت بصفة (الحواتة) حيث مقر إقامة فنان الشباب الراحل محمود عبدالعزيز”.

أما لجان شمبات الحلة والأراضي والبراحة والشعبية فأطلق عليها لجان (قلب الثورة) حيث تُعدُّ الرافد الأساسي للنشاط اليومي للثوار.. ويطلق على لجان الحلفايا والكدرو لقب (التماسيح).

ترابط وثيق

يواصل منتصر حديثه بأن أهم ما ميز هذه اللجان الجسارة والترابط الوثيق بين أعضائها وكونهم يمارسون نضالاتهم بشفافية وديمقراطية وحسن تقسيم الأدوار، حيث تنطلق المسيرات النهارية غالباً بعد سماع (زغرودة) مميزة أما المسيرات الليلية، فغالباً ما تنطلق إثر سماع صافرة معينة من مكان محدد.

ويضيف الفادني: “أغلب أنشطة أعضاء لجان الأحياء يمولونها ذاتياً باشتراكات بسيطة إضافة إلى تبرعات المقتدرين من أبناء الحي، مع الاستفادة من ربات البيوت و(الحيشان الكبيرة) في توفير المأوى والماء والخل و(الجرادل)، والتنسيق مع لجنة الأطباء في الإسعافات”.

شاركها على
اقرأ أيضًا
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.