آخر الأخبار

رحيل ملك كان يتبختر في ممشى الإبداع العريض.. سليمان عباس نايل الفنان

نحت أثراً باقياً لن يمحو ذكراه أبداً

 

الخرطوم – سلا نيوز

عندما كانت أمسية الأحد 23 يناير 2022م تعزم على الرحيل كانت روحُ قامةٍ من قامات الفن قد حسمت أمرها بالمغادرة معها إلى الأبد.. هي روح سليمان عباس نايل ناصر الذي مكث في دار الدنيا 64 عاماً، قضاها في نحت أثرٍ باقٍ مدى الزمان لتفقد مدينة كدي والوطن بصفة عامة عقب رحيله براحاً مؤثراً وأثيراً.

كل منطقة في أرجاء المعمورة لها خصوصيتها ومختصيها في نواحي الإبداع والفن، فمنطقة كدي المك ناصر بالجموعية لم تكن بمنفصلة عن القاعدة أعلاه، فقد أنبتت في العام 1957، خير سنبلة، كانت سليمان عباس نايل ناصر، وكانت مئات السنابل من الجيل.

ميلاد الفن

وكان ميلاده ميلاداً للفن وبداية جيل الذهب، وقد كان منذ صغره ونعومة أظافره يترنم بصوته الشجي الذي يحكي عن مبدع قادم يضاف إلى قائمة الإبداع في بلادي الحبيبة.

قرية التريس بالجموعية كانت بداية مسيرته التعليمية من ابتدائي ومتوسط لتحتض بذلك مدارس التريس ذلكم الإبداع الذي يمشي ويتنفس نغماً وقصيداً لتفتخر هي بتلك النفحات المطلة.

مرشد ودليل

رغم متاعب ومسافات الفناء، فقد كان الفقيد إلى جانب أسرته الصغيرة ممازحاً ومشاطراً لهم في جميع الملمات، فهو متزوج وأب لثلاث بنات وولد واحد، فكان معهم مرشداً ودليلاً.

في العام 1976م انتقل سليمان إلى مدينة أمبدة وقد وضع بصمة واضحة حيث كانت البداية الحقيقية والدخول في عالم الفن من أوسع أبوابه.

ترامى إلى ذهنه العديد من دور الفن وقرر فعلياً الانضمام إلى دار فلاح، وفي 1980م كان له ما أرد ولحقها 1982م الحدث الكبير والأهم في مشواره الفني وهو إجازة صوته رسمياً.

 سليمان التفرد والضياء 

بعد إجازة صوته دخل الإذاعة مرفوع الرأس شامخاً، وقد امتلك ناصية البلاغة واللباقة والفطنة، وقد سجل العديد من السهرات لأغاني الحقيبة التي كان كثيراً ما يرددها ويطيب لسانه بها كما لديه العديد أيضاً من الأعمال الحماسية الخاصة بتراث الجموعية، وكان الفقيد من أوائل الذين أدخلوا آلة المندلين كواحدة من النماذج التي تشهد على ذلك الحس والذوق الرفيع الفريد والمتفرد.

مع أصدقاء الدرب

للفقيد معارف وأصحاب عبر مشوار حافل من العطاء والإلفة والمحبة، فهو صديق شخصي للفنان حسين شندي، وقد زامل عبدالوهاب الصادق والنور الجيلاني، وجالس كبار الشخصيات الأدبية والفنية منهم العلامة محمد بشير عتيق وعبيد عبدالرحمن وغيرهم، وقد تغنى له عتيق وود الرضي وأبو صلاح.

المرض والساحة الفنية 

بعد نشاط متواصل وحافل يحمل الإنجازات وسلسلة الكفاح إلا أن للمرض نصيباً في حجب الرؤى والرؤية، فقد تقاعد بسببه الفقيد عن الساحة الفنية، وغاب عنها تماماً منذ العام 1998م، ومنذ ذلك التاريخ ظل بقرية كدي المك ناصر تلك المنطقة التي أنجبته ظل متجولا بالداخل عبر مجالس القرية يرسل قفشاته ويعرض بطولاته الخالدة تدويناً وتثقيفاً وتعليماً لينهل جيل اليوم ويناله نصيب من الخبرة ويدون خلاصة التجارب.

الرحيل المر 

ودعه أهله وربوع منطقته والوطن في مساء الأحد 23 عن عمر يناهز 64 عاما لتفقد مدينة كدي والوطن بصفة عامة قامة من قامات الفن، وبرحيله خيم الحزن أرجاء المعمورة ألا له الرحمة والمغفرة “إنا لله وإنا إليه راجعون”.

شاركها على
اقرأ أيضًا
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.