الخرطوم – عمار حسن
محمد الضي، شاب عشريني صاحب معصرة زيوت تقليدية بسوق صابرين أقاصي أم درمان، زرناه في معصرته وجدناه منهمكاً في عمله ويستقبل زبائنه الذين يأتون إليه من مناطق متفرقة من أحياء الثورة بأم درمان يستقبلهم ببشاشة وابتسامته الوضيئة.
يقول الضي لـ (سلانيوز): “تعلمت مهنة معصرة الزيوت البلدية من والدي قبل نحو 8 سنوات، وأصبحت هوايتي المحببة واكتسبت مهارة عالية في طرائق استخلاص الزيوت”.
في بداية الأمر وجد الضي مشقة في تعلم المهنة من والده، لكن بمرور الوقت تجاوز الصعاب مع إصراره الكبير وأتقن المهنة، لجهة أنها صارت محور حياته واهتماماته.
ويرى الضي أن الزيت المستخلص من السمسم أو الفول السوداني عبر المعصرة البلدية يختلف عن غيره من الزيوت المستخلصة عبر المعاصر الكهربائية من حيث الجودة والقيمة الغذائية.
وتنتشر معاصر الزيوت البلدية بصورة قليلة في مناطق متفرقة بأطراف العاصمة السودانية الخرطوم، ولا يعتمد عليها بشكل أساسي خاصة مع الانتشار الكبير لمصانع الزيوت الحديثة.
ويجني الضي فوائد عدة من خلال عمله بالمعصرة البلدية، حيث يعتقد أن وجوده في هذا المكان يحافظ على سلامة بشرته، كما يستفيد من بقايا السمسم ويحوله إلى علف للحيوانات، هذا بخلاف ما يجنيه من مال بعد بيع الزيت لزبائنه.
وتنتج المعصرة التي يملكها الضي في اليوم نحو 36 رطلاً ويعمل على رزق اليوم باليوم، ويلجأ إليه الكثير من سكان الأحياء المجاورة لسوق صابرين وغيرها من أحياء الثورات بمدينة أم درمان.
وتعمل المعصرة البلدية بتقنية محددة يستخدم فيها أعواد الحطب مربوطة بإحكام مع ماعون مصنوع من الخشب أيضاً يوضع في المنتصف وتربط الأعواد في أرجل الناقة التي تدور حول الماعون، وتؤدي هذه العملية إلى ضغط السمسم المخلوط بقليل من الماء داخل، وبذلك تكتمل الخطوة الأولى من عملية استخلاص زيت السمسم، تليها تنقيته بالمصفاة العادية، ومن ثم يعبأ في قوار ويصبح متاحاً للزبائن.