آخر الأخبار

“موية رمضان”.. أسر تمتنع

بسبب البوبار والظروف الاقتصادية

 

تقرير – محاسن أحمد عبدالله

اعتادت عدد من الأسر السودانية تجهيز ما تسمى بـ (موية رمضان)، وهو تقليد متعارف عليه منذ وقت طويل تقوم من خلاله أسرة  الفتاة التي تمت خطبتها بإعداد وتجهيز مستلزمات رمضان لأسرة العريس أبرزها الحلو مر، الرقاق، السكر، التمور بأنواعها المختلفة، بجانب أوان منزلية متمثلة في أوانٍ خاصة بمائدة رمضان، كل ذلك بما هو متاح من الإمكانيات المادية، إلا أنه مع مرور الزمن اختلف الأمر بعد أن صارت موية رمضان عبارة عن مباهاة وتفاخر، وصفت بالبذخ الشديد، لتصبح عبارة عن سوق متحرك يحوي كل ما هو متوقع وغير متوقع من الغالي والنفيس، الأمر الذي جعل الكثير من الأسر تتنازل عن تلك العادة التي أصبحت عبارة عن تباهٍ بالمال، وهو ما لا يملكه الكثيرون، وانتهاك مادي كبير.

امتناع بسبب الظروف

تحدثن لـ (سلا نيوز) عدد من ربات البيوت اللائي  امتنعن عن إعداد وتجهيز (موية رمضان) بسبب الظروف المادية التي يعانون منها، وشعور بعضهم بالحرج الشديد لضيق ذات اليد لمواكبة موجة المباهاة، وهو أكدته ربة المنزل حاجة ثريا مصطفى: “لديّ خمس بنات تزوجت أربع فيما سيكون زواج البنت الأخيرة في عيد الفطر بإذن الله، لكن هذه المرة لم أجهز (موية) رمضان لأهل زوج ابنتي نسبة للظروف المادية الصعبة، لعدم مقدرتي على شراء مستلزمات رمضان ومواكبة البهرجة والفشخرة التي نشاهدها عند كثير من الأسر عكس شقيقتها السابقات اللائي أعددت لهن (موية رمضان) بتكاليف بسيطة “.

 الخوف من الإحراج

فايزة هاشم (أرملة) تعمل موظفة بإحدى الشركات، راتبها الشهري لا يكاد يكفي احتياجات أبنائها وإيجار المنزل، لديها بنت تمت خطبتها مؤخرا ومقبله على الزواج، قالت فائزة إنها في حيرة من أمرها ما بين عدم قدرتها على تجهيز موية رمضان وخشية ما أسمته بالفضيحة من النسابة الجدد، إلا أنها أخيرا اتخذت قراراً شجاعاً بأن تلغي الفكرة وتعتذر لأهل زوج ابنتها، موضحة لـ (سلا نيوز): “كان القرار صعباً للغاية ومحرجاً بالنسبة لي، لكن كان لابد من اتخاذه لأن ما أملكه مال أحوج له أبنائي، وهو قليل لا يكفي (الهيلمانة) التي تصاحب تلك التفاصيل والحمد لله تقبلوه برحابة صدر”.

 تفاخر وتباهٍ

الشقيقتان عافية وفاطمة امتنعتا عن تجهيز موية رمضان لأهل أزواج بناتهما الجدد، وأكدتا أن ظروفهم المادية لا تسمح بذلك، بجانب عدم مقدرتهم على مجاراة البوبار والبذخ الذي تمارسه بعض الأسر والذي يصل أحيانا إلى مرحلة إهداء الأدوات الكهربائية مثل الثلاجة والخلاطة والأواني الفخمة. من جانبها دعت عافية إلى ترك تلك العادة التي أصبحت مدعاة للتفاخر والتباهي، وتسببت في إحراج كثير من الأسر السودانية.

شاركها على
اقرأ أيضًا
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.