آخر الأخبار

الفنان عاصم البنا في حوار الصراحة لـ “سلا نيوز”:

 

  • لهذا السبب (…) اعتذرت عن “أغاني وأغاني” إلى الأبد
  • أجري في ٣٠ حلقة كان يساوي عداد حفلة
  • هذا هو الاختلاف (…) بين (يلا نغني) و(أغاني وأغاني)
  • ١٦ سنة قضيتها في البرنامج لم يقولوا لي كلمة “شكراً”

  حوار – محاسن أحمد عبدالله

الفنان عاصم البنا من الفنانين الذين لهم إسهاماتهم الكبيرة في الساحة الفنية من خلال الأغنيات التي قدمها ورسخت في وجدان مستمعيه ومعجبيه.

التقيناه في هذا الحوار بعد مغادرته برنامج (أغاني وأغاني) الذي كان يعد أحد أعمدته الأساسية وانضمامه لبرنامج (يلا نغني) بقناة البلد لمعرفة الأسباب التي جعلته يتبع تلك الخطوة والكثير من خبايا البرنامج.. نتابع ما جاء في الحوار على لسانه:

 * حدثنا لماذا غادرت برنامج (أغاني وأغاني) في النيل الازرق وانضممت إلى (يلا نغني) ؟

– جئت إلى (يلا نغني) وشاركت فيه بدعوة كريمة من المدير العام لقناة البلد الأستاذة فاطمة الصادق لأنني شعرت بأنني قدمت ما يكفي في (أغاني وأغاني).. أكثر من ١٦ عام استنفذت فيها كل الفرص وتكرار الأغاني، لذا كان لابد من مجال آخر أطل من خلاله لأقدم شيئاً مختلفاً.

 * غادرت أنت وقبلك عصام محمد نور وجمال فرفور.. ألا تعتقد أن مغادرتكم ستفقد البرنامج توازنه باعتباركم من مؤسسيه وأعمدته الأساسية؟

– في المقام الأول عندما قدمنا لـ  (أغاني وأغاني) كنا نتعامل على أساس أننا مؤسسون معهم، لكن صارت هناك إدارة للبرنامج تعاملت معنا من رابع موسم باعتبارنا عبارة عن أدوات فقطن حافظنا على أن نكون الجسر الذي من خلاله تعبر بذهنية الشباب أن يكون لديها القديم من الأغاني والألحان والحفظ وغيره لفقر الساحة الفنية ما يقارب العشرين عاما الماضية من تواصل الأجيال، لذا نعتبر أنفسنا أننا انتحرنا من أجل الآخرين وتعاهدنا على الفكرة أنا وفرفور وعصام.

 * هل مغادرتك (أغاني وأغاني) لعدم تقديرك ؟

التقدير لا أنتظره من أحد بل من المجتمع السوداني، إدارة البرنامج لم تقدر مشاركتي في البرنامج لمدة ١٦ سنة لم يكلفوا أنفسهم أن يكتبوا لي كلمة شكراً في ورقة a4 أو يقولوا لي كتر خيرك ، كانت كافية جدا لكن لم يحدث ذلك هذا ما جعلني أعتذر إلى الابد، وليس هذا هو السبب الوحيد بل لتراكم الأسباب.

 * هل الانتقادات التي كانت تطالب بتغيير الوجوه في البرنامج لها الأثر في ذلك ؟

– نعم، ظللنا فترة طويلة نواجه بانتقادات من الصحفيين، وكانت القناة تقول لنا إنها مطالبة بتغيير الوجوه، ونحن لم نكن محتاجين للبرنامج، تحملنا كل ذلك بالرغم من أنه في حقنا ما كويس، فنحن جلسنا وتغنينا مع الكبار أمثال محمد الأمين حتى أصغر الفنانين مثل عبدالسلام حمد، لذا كنا نرى عدم وجودنا في البرنامج ملامة أكثر مما تكون خصما علينا.

 * إذن، لماذا ظللت متمسكاً بالظهور فيه طيلة هذه السنوات ؟

– كانت توجد هوة كبيرة بين الأجيال، وكنا مقتنعين لابد من وجود من يضحي من أجل الآخرين، وهذا ما فعلناه، لأن الوقت الذي جئنا فيه للبرنامج لم نكن مبتدئين، وبالعكس البرنامج كان يخصم منا، لأننا نكون شغالين في الاستديو ساعات طويلة، ونذهب منه مباشرة إلى حفلاتنا.

 * بكمية الإعلانات الضخمة التي تتخلل البرنامج يقال إن أجركم الذي تأخذونه مقابل التسجيل في البرنامج عال جدا؟

– أطلق ضحكة قصيرة وقال: “الكثير يعتقد ذلك، هل تصدقي بأنني آخذ في الثلاثين حلقة في البرنامج مبلغاً يساوي عداد حفلة واحدة لي؟ والله علي ما أقول شهيد، وكل شخص فينا كان يطالب بالزيادة كان الرد لا توجد.

 * بالتحديد.. كم كان أجرك في السنوات الأولى؟

– كانت ما بين ٥ و٧ آلاف جنيه أما آخر موسم العام الماضي كان أجري ٥٠ ألف جنيه و(علي الطلاق) لم يكن المال هدفي، تعاملنا من أجل المبدأ قبل كل شيء وتعاهدنا على أن لا نترك البرنامج، ولكن أنا أريد وأنت تريد والله يفعل ما يريد.

* قبل انضمامك لبرنامج (يلا نغني) هل اشترطت عليهم مبلغاً مالياً معين للظهور؟

أبدا.. لم تكن مشاركتي في البرنامج مشروطة بالمال، هل تصدقي حتى تسجيل الحلقات النهائية للبرنامج لا أعلم كم أجري، فقط لبيت الدعوة وشاركت .

 * ما هو الاختلاف بين (أغاني وأغاني) (ويلا نغني) ؟

– الاختلاف جوهري في (أغاني وأغاني) يشترط عليك فقط أداء خمس أغنيات خاصة أما في (يلا نغني) قدمت 90% من أعمالي الخاصة التي حرمت منها طيلة السنوات الماضية من أجل الآخرين، فقد كنت مظلوماً، وكان (يلا نغني) مساحة استغللتها تماما لتوثيق أعمالي الخاصة، فهو برنامج مختلف معرض للفنون بشكل جديد ومنصة لتقديم الجديد حتى بالنسبة الفنانين الكبار.

 * هل شعرت بعدم التقييم في (أغاني وأغاني) ؟

كرومة نفسه كان غير مقيم، وكانوا يصفونهم بالصعاليك، هنا في السودان الفنان غير مقيم عكس الخارج.

* هل حقق لك المال الذي اكتسبته من الغناء طموحاتك واحتياجاتك؟

– الغناء حقق لي كل شيء، لبست منه وعلمت أبنائي في أفضل المدارس واشتريت منه عربة ومنزل وأتحدى أي رجل في السودان يقول إنه ساعدني، أدخل بيوت الغبش وأغني لهم وأخذ حقي المادي منهم بما يرضي الله، والحمد لله وضعي المادي مستور.

 * أين عاصم البنا من الأعمال الخيرية ؟

– منذ سنوات طويلة أعمل على رد الجميل للشعب السوداني من خلال الأعمال الطوعية والمبادرات الخيرية، فهي واجب.

* تفجرت في السودان ثورة عظيمة.. ما هو الدعم الذي قدمتموه كفنانين ؟

– أنا واحد من الناس كنت موجوداً في الشارع مع الثوار في الواحدة بتوقيت الثورة، وكنت أول الموجودين في القيادة العام يوم ٦ أبريل.

 * وصفك البعض بـ (الكوز) وفنان الرئيس؟

– ليس لدي أي لون سياسي ولا أنتمي لأي حزب، أنا فنان ملك الجميع، أتغنى لكل الأطياف السياسية والقبائل والأجناس، ولكن ضد من يظلم الشعب السوداني أو يقف ضد مصالحه، وأنا متأكد أن كل الشعب السوداني يريد حكومة مدنية وانا مع شعار (حرية، سلام ، عدالة).

 * ماذا قدمت من أغنيات للثورة ؟

– قدمت عدداً من الأعمال الوطنية لثورة ديسمبر المجيدة من كلمات الفرجوني وألحاني وقدمت لـ ٢١ أكتوبر ولفترة الاعتصام قدمت أربع اغنيات.

 * ما هو تقييمك للوضع السياسي الراهن ؟

– أعتقد أن الوضع السياسي الراهن عبارة عن هرج ومرج بين كل الأطياف السياسية والعسكرية يلعبون بوطنهم ودماء الشهداء وأوجاع الناس، ولا أحد قادر يستوعب بانه توجد بيوت موجوعة، لابد من أن يكون السودان في مصاف الدول المحترمة لابد من الجلوس والاتفاق وإيجاد حلول، لقد تعبنا من الأطماع السياسية.

*  أخيرا.. ما هي رسالتك للفنانين؟

– توجد فجوة كبيرة في المنتج الخاص الجيد ليس كل الغناء (جبجبه وهجيج) بعد رحيل الفنان محمود عبدالعزيز لا يوجد منتج، رسالتي للفنانين أن المجتمع السوداني هو الذي دعمكم لتصبحوا فنانين لذلك لا تنفصلوا عنه، يجب أن تقفوا معه في كل الأحوال وعلى الشعب السوداني احترام الفنان وعدم شيطنته، لأن الفنان مثله مثل النيل والطابية، أتمنى أن يعم التسامح والمحبة بين الجميع.

شاركها على
اقرأ أيضًا
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.