آخر الأخبار

المرأة السودانية ما بين الطموح والانتظار

الخرطوم – هديل عماد الدين

بعد مرور أعوام على الثورة السودانية، التي أطاحت بحكم الرئيس المخلوع عمر البشير، دخلت المرحلة الانتقالية في السودان عامها الرابع، ولا تزال المرأة السودانية تكافح من أجل حقوقها في التمثيل العادل والمشاركة السياسية والمناصب العليا.

المشاركة النسوية

كان للمرأة السودانية تأثير واضح على الحراك الثوري الذي أطاح بحكم الثلاثين عاماً، وذلك من خلال استمرار المشاركة في التظاهرات والتعبير عن الرأي، إلا أنه وبرغم كل ذلك لم تحصل على ما كانت تطمح له من خلال هذا الحراك الثوري، كما يرى الكثير من النساء ممن كان لهن تأثير واضح في الثورة السودانية وقدن الصفوف الأمامية،

في ظل التقلبات المطربة في الساحة السياسية يبرز السؤال عن المصير السياسي الذي سيلحق بالمرأة السودانية بعد هذا الواقع ؟

وللإجابة عن هذا السؤال لا بد للرجوع للوراء:

قيد الانتظار

وضعت المرأة السودانية بصمات خالدة منذ اندلاع ثورة ديسمبر في العام 2019 حتى سماها الشارع السوداني بـ (كنداكات بلادي) كرمز للجسارة والشجاعة، بفضل قتالهن من أجل الحرية والسلام والعدالة، ذلك الشعار الذي كان يُعد الوسم الرئيس لهذه الثورة، ولكن بعد انقلاب الخامس والعشرين من شهر أكتوبر، الذي عُدَّ خيانةً واضحةً للعهد تحول بعدها ذلك الشعار إلى شعار اللاءات الثلاث (لا تفاوض لا شراكة لا مساومة).

ومنذ ذلك الحين ظلت شرارة الثورة قائمة وأثّر ذلك بشكل كبير في أنثى الثورة التي ظلت طوال الوقت تطالب بحقوقها في الحياة السياسية بصفتها مكوناً أصيلاً لها، مع العلم أنه قد سبق وأن أكدت قوى الحرية والتغيير التزامها بإشراك عادل للنساء، حيث حددت نسبة 40% لتمثيل النساء في كل الآليات ومؤسسات السلطة الانتقالية، لكنها لم تلتزم فعلياً بتلك النسبة وما زالت كلها حبراً على ورق برغم إقرار جميع الأطراف بأهمية المشاركة النسوية في العمل السياسي، إلا أن كل ذلك يظل مجرد وعود تنتظر التحقق.

وبعد ظهور الحوار السياسي من خلال الآلية الثلاثية بين المكونيْن المدني والعسكري الذي جاء برعاية دولية بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والمؤسسة الحكومية (الإيغاد ) لمحاولة تقريب وجهات النظر بين المكونات والذي انعقد في الثامن من شهر يونيو الجاري، والذي قوبل بردود متباينة . فهل سيكون لذلك تأثير في المشهد السياسي النسوي ؟

نون التأثير

وما بين مؤيد ومعارض للوضع السياسي هناك أيضا من يرفض فكرة الجلوس تماماً قبل مرحلة التغيير الشامل ويرى أن لا فائدة لجلسات حوارية في ظل سيلان دماء لشارع لا يتوقف، وهذا ما عبَّرت عنه رئيسة مبادرة لا لقهر النساء أميرة عثمان، في محادثة معها عن رأيها في عملية الحوار السياسي الذي انعقد في الثامن من شهر يونيو الجاري وما مصير الشريحة النسوية في هذا الحوار.

وقالت لـ (سلا نيوز): “الحوار مع العساكر لا يمثلنا.. نحن مع لا شراكة لا تفاوض لا مساومة، نحن الآن في ظل انقلاب عسكري، ونحن ما ممكن نكون جزءاً من المتاجرة بدم الشعب السوداني من أجل مناصب وكراسي في السلطة ونجلس فوق جماجم أبناء وبنات شعبنا، النضال لإسقاط النظام لا يزال مستمراً وحتى ذلك الحين الانتصار يأتي الحديث عن كيفية مشاركة المرأة في مواقع صنع القرار ووضع السياسات”.

شاركها على
اقرأ أيضًا

التعليقات مغلقة.