أم درمان – آية الصباغ
شهد مركز أم درمان الثقافي، مساء السبت، إحياء الذكرى الثالثة، لرحيل المبدع والمثقف العضوي، عبد القادر الرفاعي، بحضور عدد كبير من الشخصيات الفنية والأدبية.
عُرف الراحل الرفاعي بإسهاماته الكبيرة في عدة مجالات، فهو كاتب صحفي، تنوع في كتابته بملفات ثقافية وأدبية ومعرفية في جريدتي (الأيام) و(الميدان)، ووثق للعديد من الشعراء والكتاب مثل عمر الدوش، وعلي المك، وقرشي محمد حسن، حيث كانت تربطه علاقة وثيقة بهم وحرص على جمع التوثيق لهم في كتب أصدرها عنه.
سياسي مخضرم
الراحل كان سياسياً مخضرماً وله معارك سياسية، حيث نافح نظام الإنقاذ (1989- 2019) وتميز بالروح الثورية (عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي) وتميز بصرامته ومطالبته بالحقوق السياسية والمدنية وتميزه بمنطقه وحجته القوية ومقارعته المنطقية، وكان من نتاج هذه المقاومة تعرضه للاعتقالات عدة مرات.
وُلد الراحل في مدينة أم درمان حي “الملازمين”، ونشأ وترعرع في حي أبوروف العريق وكان محباً وعاشقاً لها ومدافعاً عنها، وقد أقعده المرض عدة أعوام إلى أن توفاه الله يوم 3 يونيو 2019.
وتضمن حفل التأبين كلمات عن الراحل ومسيرته في الحياة، وعرض فيلم توثيقي عن سيرته ورحلته الإبداعية، وندوة وفقرة ترفيهية، وحفلاً غنائياً .
معرض كتاب
وصاحب حفل التأبين معرض كتب ألفها الفقيد وقصاصات لمقالات صحفية، حيث كان لديه أعمدة راتبة في جريدة “الميدان” تحمل عنوان “حوارات وأفكار”، وعمود (متون) في جريدة “الأيام”، بالإضافة إلى معرض صور فوتوغرافية للفقيد تضمنت مراحل حياته المختلفة.
وقد بدأ الحفل بكلمات مختلفة لأسرة الراحل وأصدقائه وزملائه بالإضافة إلى إلقاء قصائد عن الراحل، وعرض فيلم وثائقي عن سيرته، وتقديم ندوة عنه بعنوان “عبد القادر الرفاعي المثقف العضوي”، تحدث فيها أصدقاء الراحل عن مسيرته وإسهاماته الجليلة وعن عطائه في التوثيق للثقافة والأدب والفن وشخصيات وطنية.
ووصف المتحدثون الراحل باستحقاقه لقب “سادن الثقافة السودانية وحارسها الأمين”، حيث ظل منشغلاً لسنوات وبشكل دائم بأمور الثقافة، واتسم بمهارته بمعرفة الأخر والتوثيق له.
الحياة الأدبية
وثق الراحل لعدد من الشخصيات السودانية التي أثرت الحياة الأدبية والثقافية وكتب عن الشعراء في عدة كُتب أُصدرت عن دار “إصدارات ثقافية” مثل على المك ، قرشي محمد حسن، جيلي عبد الرحمن، صديق مدثر تاج السر الحسن.
كما كتب عن قاسم أمين والشهيد علي فضل والمرحوم أمين التوم والمرحوم عبد الكريم ميرغني والمرحوم العلامة أحمد محمد سعد وأخيراً الشهيد الرائد هاشم العطا.
وهذا ما ميز الراحل، فقد ضمت كتاباته وعلاقاته الطيف السوداني على اتساعه .
وأعلنت اللجنة القومية لإحياء ذكرى الراحل إقامة مركز (عبد القادر الرفاعي) للتوثيق وتم تشكيل النظام الأساسي وتجري إجراءات التسجيل فيه برعاية مبدئية من مركز عبد الكريم ميرغني.