آخر الأخبار

زيادة أسعار الكهرباء.. تبدد أحلام السودانيين في العام الجديد

الخرطوم: عبدالوهاب جمعة

مع مطلع شمس أول يوم من العام الجديد، تفاجأ موظف القطاع العام ابراهيم حامد، بزيادات أسعار الكهرباء التي تجاوزت مقدراته المالية.

يقول إبراهيم إن العام الجديد بدأ بتلك الزيادة والتي ستجعله يدخل في دائرة من الضغوط المالية منذ أول ايام 2022، ويشير إلى انه لم تعد لديه مدخرات يبقيها لمواجهة منصرفات الأيام المقبلة.

ورفعت شركة الكهرباء تعرفة الكهرباء بأكثر من 500 في المائة مع بداية العام الجديد، وتزداد أسعار الكهرباء مع زيادة الاستهلاك.

وقال صاحب متجر بيع رصيد الهاتف والكهرباء، عبد الجليل إن الأسعار ارتفعت كثيرا، ويشير إلى أن معظم من اشترى كهرباء من متجره أبدى التذمر والغضب من تلك الزيادات.

ولا تؤثر زيادة تعرفة الكهرباء على مشتركي القطاع السكني وحدهم وإنما على العاملين في التجارة والأسواق.

واكثر المخاوف من زيادة أسعار استهلاك الكهرباء تاتي من “الهزات الارتدادية” لرفع تعرفة الكهرباء والتي ستؤدي إلى زيادة كبيرة في أسعار المنتجات والخدمات.

وفي لفة الكلاكلات ثاني أكبر سوق جنوبي الخرطوم يظهر أثر تلك الزيادات على ملاك “طواحين الذرة” بالسوق، حيث يشكو ملاك تلك الطواحين من زيادة أسعار الكهرباء على تجارة الحبوب والطحين من الذرة والدخن.

وأكد احد أولئك الملاك انه اشترى كهرباء بواقع (40) جنيه للكيلوواط الواحد، ويشير إلى أن ذلك يعني زيادة ثمن طحن الذرة، ويضيف: “سترتفع أسعار الطحن من 300 جنيه إلى 600 جنيه في مقبل الأيام”.

ويعتمد سكان محلية جبل أولياء ثاني أكبر محلية بولاية الخرطوم على طحين الذرة في حياتهم اليومية.

وقال بكري مالك متجر مستلزمات اليكترونية إنه اشترى كهرباء بقيمة (1000) جنيه وحصل على (24) كيلو واط، واضاف: “إنها زيادات كبيرة ولم نتوقعها ابدا” ويشير إلى انعكاس تلك الزيادات في مستقبل الأيام على معظم السلع.

ستظهر آثار تلك الزيادة على مجمل الاقتصاد السوداني حيث ان الكهرباء هي المحرك الكبير للأسواق والمتاجر والصناعات الاستهلاكية.

يقول أشرف صلاح نور الدين الأمين العام السابق لاتحاد الغرف الصناعية، إن زياة أسعار الكهرباء سيكون لها تأثير كبير على القطاع الصناعي، ويشير إلى أن ذلك الأثر سيكون في ارتفاع أسعار المنتجات المحلية والتي ستشهد زيادات كبيرة في اثمانها، ويضيف: “الكهرباء مدخل أساسي في العملية الانتاجية الصناعية”.

وأكد أن أسعار الكهرباء زادت على القطاع الصناعي بأكثر من 400 في المائة، ويضيف: “ارتفع ثمن الكيو واط من 6.5 إلى 26 جنيه ”

التوقعات بارتفاع أسعار السلع المنتجة، محليا والمنتجات المستوردة الت ستباع في لمتاجر ستكون ملمح العام الجديد.

ويرى الخبير الاقتصادي د.هيثم محمد فتحي انه كان يتعين على الحكومة عدم المساس بتعرفة الكهرباء، مشيرا إلى تأثير ذلك على معظم القطاعات الاقتصادية من القطاعات التجارية والصناعية والفندقية والزراعية والمستشفيات، ويشير إلى أن فاتورة الطاقة تعتبر أكبر تحدي سيواجه تلك القطاعات.

وأضاف : “في تقديري الوقت غير مناسب لانه قد يؤدي إلى احتقانات في ظل مستويات الدخل المتدنية وزيادة نسبة البطالة”.

ولا يزال موظف القطاع العام ابراهيم حامد يشعر بـ”صدمة ” تلك الزيادات الكبيرة في ثمن فاتورة استهلاكه من الكهرباء لكنه يخشى الأسوأ وهو ارتفاع أسعار المنتجات في الاسواق في مقبل الأيام.؟

شاركها على
اقرأ أيضًا
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.