آخر الأخبار

الاحتجاجات والتضخم الجامح تصيب أسواق الخرطوم بـ “الشلل”

الخرطوم: بشير النور

شهدت الأسواق بالعاصمة السودانية الخرطوم إحجاماً كبيراً في عمليتي (الشراء والبيع)، مع تشديد الاجراءات الأمنية وتقييد الحركة التي تتخذها السلطات في مواجهة الاحتجاجات المتنامية.

وقال تجار إن الأسواق أصبحت (واقفة) بسبب عدم حركة المواطنين نحو الأسواق نتيجة للاحتجاجات وإغلاق الكباري وندرة (الكاش)، بينما أرجع خبير اقتصادي إحجام الشراء والبيع للتضخم الجامح مع قلة إمكانيات المواطنين وثبات المرتبات.

طعام باير    

ووصفت صاحبة مطعم بالشهداء في أم درمان تُدعى حُكُم عبد القادر لموقع (سلا نيوز) عملية بيع الوجبات الغذائية بأنها أصبحت (كعبة). وتابعت “في كثير من الأحيان نضع الطعام (الباير) في الثلاجة لعدم الشراء”. وأضافت حُكم أن زيادة الأسعار الكبيرة في مختلف السلع الغذائية.

وأكد صاحب إحدى البقالات في بحري  إبراهيم أحمد أن عملية الشراء أصبحت (واقفة). وقال إنه فتح أبواب بقالته اليوم من الساعة ٧ صباحاً وحتى الساعة ١٠ صباحاً ولم يقبل أي زبون للشراء، وهي عملية مستمرة، حسب قوله. وأرجع الأسباب للاحتجاجات المستمرة وإغلاق الكباري مع ارتفاع الأسعار وعدم وجود الكاش لدى المواطنين.

امتحان رباني

وفي رأي مخالف برر تاجر الخُضر بسوق بحري عبد الله فضل الله لموقع (سلا نيوز) إحجام شراء المواطنين بسبب طمع التجار الشديد، بحسب تعبيره. وقال تاجر آخر بسوق بحري – فضل عدم ذكر اسمه – أن وقوف حركة البيع هي امتحان من المولى عز وجل.

بيع الشيك بالكسر

وأشار صاحب إحدى الورش في بحري أسامة حسين لموقع (سلا نيوز) إلى انخفاض العمل بنسبة ٤٠ في المائة مع مراعات زيادة أسعار المواد الاستهلاكية، وبذلك نخلص إلى أنه قد تدنى مستوى الدخل مع الارتفاع الكبير في الأسعار التموينية تصبح معادلة المعيشة صفرية للفئات العمالية. وقال أسامة “أصبحنا خلال الفترة الماضية نتعامل في شراء الحديد بالشيكات لمدة شهر أو شهرين، وعندما يحين موعد السداد يكسر الشيك بمبلغ أعلاه نصف القيمة”.

بدوره، قال صاحب محل مواد كهربائية بسوق حلة كوكو ويُدعى يوسف بابكر لموقع (سلا نيوز) أن الاحتجاجات الأخيرة أسهمت في أحجام المواطنين عن عملية الشراء بسبب إغلاق الكباري وأصبح الكل يتخوفون سواء من التجار أو المستهلكين. وأضاف “أحياناً حين القدوم للسوق لا نتحصل حتى على  حق الفطور”.

تضخم جامح

من ناحيته أوضح عميد كلية التجارة بجامعة النيلين الأسبق البروفيسور كمال أحمد يوسف لموقع (سلا نيوز) أن حركت السوق كانت متأثرة بسعر الدولار، لكن ثبات سعر الدولار أثّر في حركة السوق، وهي أحد الأسباب وقال “حالياً في الأسواق لا يوجد ركود بل القدرة الشرائية للمواطن أصبحت ضعيفة لقلة الإمكانيات والمرتبات كما أن رفع الدعم عن الوقود والدقيق أدى إلى رفع الأسعار بالسوق، وأدى إلى تصخم جامح مع ثبات الأجور والمرتبات للعمال والموظفين وأصبح لا يوجد توازن ما بين الأجور وما بين الاحتياجات اليومية، لذلك اقتصر المواطن في الشراء على حاجاته الضرورية التي تعينه على الحياة فقط، مما أدى إلى انخفاض مساعي التجار، وبالتالي قلل  التجار الشراء من المصانع، وهذا يؤدي في النهاية إلى ضعف الإنتاج بالمصانع وسوف يؤدي إلى ضعف الناتج المحلي الإجمالي، وهذا ما نخشاه، حسب قوله.

 

 

 

 

 

 

شاركها على
اقرأ أيضًا
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.