الخرطوم – عمار حسن
كشف عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني، صديق يوسف، لأول مرة معلومات تتعلق بكواليس ما قبل اعتصام القيادة العامة للجيش والإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير.
وقال صديق يوسف لـ (سلا نيوز) إن مدير جهاز الأمن السابق صلاح قوش، جمعه مع عوض بن عوف، نائب البشير وقتها قبل عشرة أيام من اعتصام القيادة العامة في لقاء استمر لأكثر من ساعتين داخل مباني جهاز الأمن.
وأضاف: ”في 26 مارس 2019 أثناء وجودي بالمعتقل ألبسوني جلابيتي بدون عمة واقتادوني لرئاسة جهاز الأمن بشارع المطار وأجلسوني في غرفة استقبال كبيرة وبعدها بقليل جاء صلاح قوش ومعه شخص آخر لا أعرفه يرتدي جلابية وشال فعرفني به صلاح قوش أنه عوض بن عوف النائب الأول للبشير ويريد مقابلتي”.
وقال صديق يوسف إن “اللقاء استمر لنحو ساعتين وكان بن عوف يتحدث عن تعيينه نائبا أول لرئيس الجمهورية وإن الجيش استلم السلطة وعين عسكريين لكل ولاة الولايات ويريد من الحزب الشيوعي أن يتعاون معهم ويتقبل هذا التغيير”.
وزاد صديق يوسف: “قلت له نحن الشيوعيين ضد أي انقلاب عسكري وضد العسكريين ولا نقبل التعاون معهم”، وأوضح أن صلاح قوش ظل صامتاً خلال الجلسة ولم يشترك في النقاش رغم أنه كان موجوداً طوال الساعتين.
وتابع: “قبل أن يرجعوني للمعتقل قال لي قوش إن النائب أمر بإطلاق سراحك بسبب مرضك وكبر سنك، فقلت له أنا لست الوحيد كبير السن أو المريض الوحيد في المعتقل فطلب مني أن أذكر له شخصين أو ثلاثة فذكرت له علي الريح السنهوري وعلي سعيد وعبد الجليل عثمان، وطلب قوش من أحد الضباط أن يكتب الأسماء التي ذكرتها له وأمر بإطلاق سراحنا الأربعة فخرجنا في السابع والعشرين من مارس 2019”.
وذكر يوسف أن عوض بن عوف تكلم معه خلال اللقاء الذي دار بينهما عن أن الجيش استلم السلطة ولم تعد للمؤتمر الوطني، ولم يتطرق لذكر عمر البشير، وأضاف: “هذه المعلومة أفادتنا أن ما حدث يوم 11 أبريل هو انقلاب عسكري بقيادة اللجنة الأمنية لعمر البشير وليس انحيازا من الجيش إلى الثورة ونحن في الحزب الشيوعي أصدرنا بياناً وقلنا هذه الكلام في 14 أبريل 2019 وهذا هو موقفنا منذ ذلك الوقت وإلى الآن”.
وزاد: “لم نتطرق للدعم السريع وهو لم يكن واردا باعتباره تابعا لعمر البشير ومن حرسه الشخصي وهو من وضع لهم قانونا لتكون قوة معترف بها”.
واعتُقل صديق يوسف وعدد من السياسيين والناشطين ولجان المقاومة عقب اندلاع ثورة ديسمبر التي أطاحت بنظام المعزول عمر البشير في 11 أبريل 2019م، ولم يطلق سراح غالبية المعتقلين إلا بعد سقوط النظام.