الخرطوم – ريم إبراهيم/موضي بشرى
تعاني الدول ذات الاقتصاد المتدني من ركود في شتى المجالات، خصوصا الاقتصادية، متأثرة بالأوضاع الاقتصادية العالمية، وأحوال السوق في الدول الكبرى، فبين الفينة والأخرى تتصيّد الدول المواسم للتمسك بـ (قشة) تنجو بها من الغرق.. السودان من بين هذه الدول، كان له من المونديال العالمي (كأس العالم) سانحة اقتنصها مواطنوه وشركاته للتربّح من خلالها، حتى يعوضوا بعض خساراتهم التي أصابتهم جراء ذلك الركود.
“سلا نيوز” كانت له جولة داخل أندية المشاهدة، لمعرفة تأثير المونديال العالمي، بأصحابها ومنظميها من نواحٍ اقتصادية، وحصيلتهم وهل غطت تكلفة التنظيم..
إبراهيم يوسف صاحب نادي المعلم، جوار عمارة النفيدي بالسوق العربي، أكد لـ(سلا نيوز) أنه بعد انتهاء المونديال لن يقوم بتأجير نادٍ لمشاهدة المونديال مرة أخرى، نسبة لما مر به من تجربة سيئة زجت به في دوامة من الديون التي عجز عن سدادها.
وقال يوسف لـ (سلا نيوز) إن سعر تذكرة الدخول (500 جنيه) لكل مباراة على حده. وأضاف أن نسبة مشاهدة المباراة في ناديه كانت منخفضة نسبة، لأنه افتتح هذا النادي من أجل المونديال وليس له زبائن معتمدون من قبل.
وأضاف أنه قام بتأجير المحل من المالك بمبلغ قدره (100 ألف جنيه)، وأشار إلى ارتفاع المبلغ مقارنة بتناقص الحضور، يوما بعد الآخر، حتى وصل إلى نحو (25) مشاهدا في المباريات الأخيرة.
وأوضح أن قلة الأرباح لا تغطي نفقات المحل، وأن كل ما يجنيه من أرباح قليلة تذهب إلى الكهرباء والإيجار، بالإضافة إلى مستلزماته الخاصة من أكل وشرب، الأمر الذي لم يمكنه من الاستفادة من الأموال التي جناها من أرباح المشاهدات.
وأضاف أن قلة الدخل في مواجهة ارتفاع التكاليف دعته لتأجير جزء من ناديه لبائعة الشاي بمبلغ ألفي جنيه لليوم الواحد لجذب الجماهير لمشاهدة المباريات في النادي.
وفي الأثناء اشتكت بائعة الشاي (أريج عبدالمنعم) أيضاً من قلة الدخل وأن المبلغ المدفوع كثير مقارنة بالأرباح التي تجنيها. وعزت هذا إلى تناقص عدد المشاهدين عقب خروج المنتخبات التي تحظى بجماهيرية كبيرة كالبرازيل واليابان والبرتغال.
وفي السياق، فقد جاء حديث نازك الخليفة التي تعمل مشرفة في مطعم وكافيه (ليالي الواحة) بمول الواحة بمدينة الخرطوم بأنه تمت إضافة خدمة تمكن الزبائن من مشاهدة مباريات كأس العالم.
وقالت إن بداية المباريات شهدت دخلاً جيداً، فقد كان سعر تذكرة المباراة (1000 جنيه) ولكن سرعان ما تناقص الحضور مما اضطر إدارة المطعم لتخفيض سعر التذكرة إلى (500 جنيه)، وتوالت التخفيضات حتى أصبحت مجانية، وأضيف سعر التذكرة إلى الطلبات من المطعم.
وأرجعت نازك التناقص إلى خروج الفرق ذات المشاهدات العالية من المونديال بالإضافة لتأخر زمن المباريات، وأن معظم المباريات مفتوحة في القنوات الرياضية، قائلةً إن هذا أثَّر سلباً في أرباح المشاهدات في المطعم.
من جاب آخر، كان لمحي الدين محمد زين، مالك نادي القمة للمشاهدة الموجود في منطقة الكلاكلة اللفة بمدينة الخرطوم، رأي آخر، فقد رأى أن الأرباح من مونديال هذا العام ممتازة مقارنة بالمونديالات السابقة، حيث قدر عدد المشاهدين بنحو (150 مشاهدا)، مشيرا إلى أن أكثر المباريات جذبا للمشاهدين هي مباريات البرازيل، والمغرب، والأرجنتين، والسعودية، وأن سعر تذكرة الدخول للنادي هي (300 جنيه).
وأرجع انخفاض سعر التذكرة إلى أنه فقط ملزم بدفع الإيجار لصاحب المكان بدون تدخل من المحلية وبدون تصديق وغيره، كما أنه لا يلزم بائعات المشروبات الساخنة على دفع مبلغ معين لقاء تقديمهم للمشروبات داخل النادي.
وأضاف أن فترة كأس العالم هي الربح الأكبر بالنسبة له، لذلك فهو عمل موسمي لن يتخلى عنه في المستقبل.
أبا زر محمد نور هو أحد المشجعين والمتابعين للمونديال، وهو من سكان حي أبو حمامة، أشار إلى أن سعر المباريات في الأندية هو نفس سعر التنشيط – تقريبا – لمتابعة المباريات في المنزل، بل إن تكلفة المشاهدة في المنزل قد تكون أعلى وذلك لأن سعر كرت الاشتراك يعادل (120000 جنيه) وأن سعر تنشيط الكرت قرابة الـ (5000 جنيه). وأضاف أن أسعار المباريات تختلف من نادٍ لآخر، تتراوح بين (300 جنيه) إلى (500 جنيه)، كما أن أعداد الجمهور تختلف من نادٍ لآخر، وأشار إلى أن اختلاف الفرق المنافسة لها دور كبير في جذب المشاهدين. وقال إن خروج البرازيل من المنافسة أثَّر بدوره في انخفاض جماهير الأندية.