كشفت الثورة السودانية الحالية عن ملامح جوهرية في شخصية المرأة السودانية، لم تكن معروفة للعالم. حيث أظهرت المرأة السودانية وعيا حقوقيا وادراكا سياسيا وثباتا وبسالة وشجاعة. وأذهلت العالم بوقوفها على قدم واحد مع الرجل، وفي الصفوف الأمامية في كل الحراك الثوري الذي شهدته البلاد أخيرا. وحتى بعد سقوط النظام، تواصل حضور المرأة في ميادين الفعل الثوري المنادي باستكمال أهداف الثورة، سيما في ساحة الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية، وفي كل ما تلا فض الاعتصام من مواكب ووقفات احتجاجية ومشاركة في العصيان المدني والإضراب السياسي الشامل، وتعرّضت جرّاء ذلك للعنف الجسدي والتحرّش اللفظي والاعتقال والتعذيب والاغتصاب الجماعي.