آخر الأخبار

السودان.. مزارعون يطالبون بتحقيق حول فساد “الداب المصري”

الداب المصري أسهم في تقليل إنتاج القمح بصورة كبيرة

الخرطوم – بشير النور

قال مزارعون بمشروع الجزيرة وسط السودان، إن التدني المريع لإنتاجية القمح بمعظم المساحات المزروعة بسبب استخدام (الداب) المصري الذي وصفوه بـ (الفاسد)، مطالبين الدولة بتحقيق مهني مستقل يتعلق بصلاحية الداب.

ويعدّ مشروع الجزيرة بوسط السودان من أكبر المشاريع المروية على مستوى العالم إذ يحتل مساحة 2.2 مليون فدان، وأنشئ هذا المشروع في عام 1925 لمدّ المصانع البريطانية بحاجتها من خام القطن والذي شكل أيضاً العمود الفقاري لاقتصاد السودان بعد الاستقلال.

الداب إماراتي

وأكد محافظ مشروع الجزيرة عمر مرزوق لـ (سلا نيوز) أنهم لم يقوموا بتوزيع أي داب مصري للمزارعين بالمشروع في الموسم الزراعي، بل تم توزيع داب إماراتي. وقال “لم تصلنا شكوى بتدني إنتاجية القمح”. وعدَّ ما يطلقه المزارعون بأنه مجرد (كلام مزارعين ساي).

ورأى محافظ المشروع هيئة البحوث الزراعية بأنها الجهة المسؤولة عن صلاحية الداب، داعيا المزارعين  إلى فتح بلاغات بالمحكمة حالة وقوع أي أضرار عليهم بسبب الداب.

الداب سعودي

وفي الأثناء، أكد المدير العام للبنك الزراعي  بدر الدين عبد الله لـ (سلا نيوز) أن شركة زبيدة وزعت داب (سعودي) للمزارعين جرت عليه عملية المواصفات، ويوجد بقية منه بمخازن البنك. وقال إنه لم يتم توزيع أي  داب مصري للمزارعين

وأضاف عبد الله أن التقاوى أيضاً سلمتها وحدة الإكثار والبذور بمشروع الجزيرة للمزارعين في وقتها المحدد.

وبشأن عدم استلام البنك الزراعي لمنتج القمح حتى الآن، عزا الأمر لعدم قيام  وزارة المالية والجهات المختصة بتوريد مبالغ المالية المخصصة  الشراء قمح من المزارعين.

تجربة مزارع

وحكى المزارع  كمال ساري المزارع بالقسم الشمالي مكتب الصحوة بوحدة المسيد بمحلية الكاملين لـ (سلا نيوز) قصته مع الداب المصري، وقال “قمت بزراعة ٤ أفدنة قمح تمويل عبر إدارة مشروع الجزيرة، وتسلمت  كل مدخلات الإنتاج بينها الداب المصري، وبالمقارنة مع مزارع  يجاورني  زرع  ٤ أفدنة مموله ذاتيا، حيث أجرينا  كل العمليات  الزراعية للحواشتين في وقت واحد، ومن البداية  كان نمو محصول القمح الأفضل جودة للممول ذاتيا عكس من الممول من إدارة المشروع”.

وأكد ساري أنه تفاجأ في الحصاد بإنتاجية  مزرعته ٩ جوالات قمح، بينما وصلت إنتاجية جاره  الممول ذاتيا ٣٩ جوالاً.

فشل المصري

ووصف كمال الساري الداب المصري بالفاشل، مبدياً تخوفه من انعكاسه في المستقبل على أراضيهم الزراعية، ووصف الساري التعامل مع الداب المصري بالجريمة المقصودة تستوجب (الشنق) لأثره السلبي في تدني إنتاج القمح للموسم الحالي بمشروع الجزيرة والمناقل.

وأشار إلى رفض بعض المزارعين ممن استخدموا الداب المصري دخول الحاصدات تخوفا من زيادة خسائر التكلفة عليهم.

إنتاجية ضعيفة

بدوره، طالب المزارع عثمان إبراهيم مكتب فحل التابع للقسم الجنوبي بمشروع الجزيرة بإجراء تحقيق شفاف وعادل عبر جهة فنية مستقلة ومحايدة لتحديد أوجه القصور حول أسباب تدني إنتاجية القمح الضعيفة الممولة عبر مشروع الجزيرة.

وقال عثمان إبراهيم إن خسارته  في زراعة 8 أفدنة لا تقل عن مليار جنيه. وقال إن مزارعي القمح تعرضوا لخسائر مالية فادحة مما يتطلب معرفة الأسباب. وتساءل: هل أسباب تدني الإنتاج مرتبطة بالطقس أم المدخلات الزراعية؟ فلا بد من التبين من الأسباب، حد قوله.

شكاوى بالجملة

بدوره، أكد مقرر تجمع مزارعي الجزيرة والمناقل مصطفى الطريفي لـ (سلا نيوز) استخدام العديد من المزارعين على مستوى المشروع للداب المصري، الذي سلم للمزارعين عبر تمويل من قبل من إدارة مشروع الجزيرة عبر البنك الزراعي.

وأكد مصطفى الطريفي تلقيهم شكاوى عديدة من المزارعين  بتدنٍّ كبير في إنتاجية القمح المستخدم فيه الداب المصري، حيث بلغت إنتاجية بعض الحواشات أقل من  4 جوالات قمح وأخرى لم تنتج.

وأضاف: “بعض المزارعين يقولون إن الداب المصري يمكن أن يكون غير مطابق للمواصفات أو مضروب أو أنهم تعرضوا لخديعة مما يتطلب تحقيق  شفاف حوله الداب المصري”.

وربط  المقرر بين إنتاجية  القمح الضعيفة وما حصل من حرائق للقطن خلال الفترة الماضية بمحالج ولاية الجيرة. واعتبر القضيتين استهدافاً بشكل واضح  للمشروع الجزيرة .

وأوضح الطريفي أن المزارعين الذين استخدموا الداب غير المصري كالأردني وغيره كانت إنتاجيتهم عالية.

إحجام البنك الزراعي

من ناحيتها، قالت الصحفية المهتمة بالشأن الزراعي رحاب فريني لـ (سلا نيوز) إن من  أكبر المشاكل التي يواجهها المزارعون في الموسم الزراعي الحالي، هي عدم شراء البنك الزراعي لمحصول القمح بالسعر التركيزي المعلن من قبل الدولة  البالغ  43 ألف جنيه للجوال الواحد بعدم حجة وصول توجيهات للبنك من الجهات العليا المختصة، واعتبرتها “سابقة لم تحدث من قبل”. وقالت “المزارعون رضوا بالهم والهم غير راض عنهم”.

وذكرت رحاب أن الموسم الحالي واجهته العديد من المشاكل أبرزها تأخير الحصول على التمويل والمدخلات الإنتاجية خاصة سماد اليوريا وبنسبة 50 % من الحاجة الكاملة، ومشكلة الري خاصة مكتب وادي شعير المشهور بإنتاجيته العالية في مشروع الجزيرة.

دعوة للتقاضي 

بدوره، أوضح محمد سعيد كبريت عضو تجمع الجزيرة والمناقل لـ (سلا نيوز) أن زراعة القمح للموسع الجاري واجهته العديد من المشاكل أبرزها عدم توفر المدخلات الزراعية في وقتها المناسب مع الارتفاع أسعار الجازولين على رأس كل ساعة.

وقال إنه رغم قيام إدارة مشروع الجزيرة والبنك الزراعي بتوفير التقاوى والداب، لكنهما فشلا في توفير أهمها (اليوريا) مما جعل المزارعين يطاردون الجهات الممولة حتى انتهى الوقت المحدد لحاجتها. وأضاف  “قام البنك الزراعي بتوفيرها وعرضها على المزارعين بـ (الكاش) بسعر ٣١ ألف جنيه للجوال الواحد، الذي حدد لحظة التعاقد بـ ١٨ ألف جنيه، وعند تسليمه للمزارع طالب للبنك بدفع ٤١ ألف جنيه علما بأن البنك هو الممول الحكومي”.

وطالب كبريت المزارعين بعدم الدخول في أي عملية زراعية مستقبلية بدون عقد ملزم للتقاضي.

وأضاف كبريت أن تعرض المزارعين للخسائر بنسبة ٧٠ في منهم بسبب تكلفة الإنتاج العالية مما ينذر بعدم اقبالهم على زراعة القمح في المواسم المقبلة

وفي منحى آخر، كشف كبريت عن تحابي إدارة مشروع الجزيرة لتمويل إنتاج البذور في مساحة ٢٥ ألف فدان، وقال إن إنتاجيتها كانت عالية.

شاركها على
اقرأ أيضًا
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.