الخرطوم – أسامة محمد عثمان
إبراهيم (47 عاما)، وهو رب أسرة ظل طوال الأعوام الماضية يذهب ليشتري خروف الأضحية لعائلته، ولكن في هذا العام يعتقد أنه لن يستطع أن يفرح أطفاله الستة ككل عام، إذ يرى أن وضعه الحالي لا يسمح له بأن يشتري أضحية في ظل ارتفاع أسعار الخراف، إضافة إلى مصاريف المعيشة التي أصبحت صعبة وارتفاع أسعار الحاجيات الأساسية للمعيشة مع فقدان العملة السودانية لقيمتها.
ويقول إبراهيم لـ (سلا نيو): “إن الوضع أصبح في غاية الصعوبة وبالكاد أستطيع تدبر مصاريف البيت ولا مجال للأضحية هذا العام، يجب أن اختار بين الاثنتين إما الأساسيات أو الأضحية”.
ويضيف: “إن الأضحية تجعل أطفالي فرحين جدا، ولكن أخبرتهم أن هذا العام لن تكون هناك أضحية، البعض تفهم الوضع وبعضهم أصابته خيبة أمل”.
وأشار إلى أن أسعار الأضاحي ليست حقيقية، وأن تجار المواشي يستغلون قدسية عيد الأضحى ويرفعون الأسعار، ومن يستطع فليشتري.
ومن خلال جولتي لعدد من أسواق الماشية في الخرطوم كان جليا لي أن أرى فراغ الأسواق من المشترين إلا قلة منهم، كما أن الأسعار ليست لها أسس محددة وتختلف من سوق إلى أخرى ومن تاجر لآخر.
وفي خور القلعة بالسوق الليبي بالفتيحاب جنوبي أمدرمان التقينا بإبراهيم الطيب وهو تاجر خرفان وقال: “أسعار الأضاحي عندنا تبدأ من 50 ألف جنيه وصولا إلى 100 ألف جنيه، وأن الأسعار الثابتة هي ما بين (70- 90) ألف جنيه”.
وأضاف في حديثه لـ (سلا نيوز): “البيع في هذه الأيام يكاد ينعدم، وفي الماضي كان المواطن ن يدأبون على شراء الأضاحي قبل 15 أو 10 أيام قبل العيد ولكن الآن ينتظرون حتى العيد”.
ويعلل ارتفاع أسعار الأضاحي بارتفاع تكاليف الترحيل والعلف والجبايات. وقال: “أسعار الخراف في حد ذاتها ليست غالية ولكن الترحيل والعلف مكلفان، والموسم ليس خريفا، والآن سعر جوال صغير من العلف يكلف 3 آلاف جنيه”.
ويقول: “بعض التجار يشترون الخرفان ويتم تخزينها وهو احد أسباب الارتفاع غير المنطقي للأسعار .”
ويضيف: “في هذه الأيام نواجه مشاكل مع المحلية، مقابل كل رأس ندفع غرامة 3 آلاف جنية، ولا نعرف سبب الغرامة، ولكن لأنهم يأخذون أغنامنا نضطر لدفع الغرامة”.
وعزا الخبراء هذا العزوف إلى سوء إدارة الحكومة السودانية للاقتصاد في البلاد.
ويقول كمال أحمد، وهو عميد كلية التجارة بجامعة النيلين سابقا لـ (سلانيوز): “إن الإدارة غير الرشيدة للثروة الحيوانية بعدم إنشاء مسالخ لتصدير اللحوم وتصدير المواشي حية هو خطأ يجعل أسعار الخراف مرتفعة في البلد المصدر”.
ويرى كمال أن جشع التجار ساهم في الارتفاع الوهمي لأسعار الأضاحي.
وقال: “قبل عامين سحب كبار التجار كل الخراف من السوق قبل الأضحية، وعندما باع صغار التجار كل خرافهم أعاد كبار التجار الأضاحي إلى السوق ولكن بسعر عال وصل إلى ضعف السعر الحقيقي”.
ويتوقع كمال انخفاض الأسعار من 120 ألفاً إلى (60-70) ألفاً قبل العيد بأيام بسبب العرض الكبير والطلب المنخفض للأضاحي.
ويضيف: “كمية الخراف التي دخلت إلى السوق كبيرة جدا مقارنة بالإقبال على الشراء نسبة لأسعارها العالية، كما أن حركة الميناء والتصدير ضعيفة جدا، خاصة بعد حادثة غرق السفينة المحملة بالخراف”.
بالنسبة إلى رئيس الجمعية السودانية لحماية المستهلك، ياسر ميرغني، فإن الأضحية ليست إلزامية وإنها عبادة للمستطيع، وأن من لا يستطيع الأضحية فقد ضحى عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
وناشد في حديثه لـ (سلا نيوز) المواطنين بأن لا يغلبوا العادات والتقاليد على الدين.