آخر الأخبار

سوداني لـ”سلا نيوز”: 3 عصابات ليبية تشاركت اختطافي وبيعي وتعذيبي

الخرطوم – بشير النور

لا زال فيصل عبد النعيم محمد محمود، من منطقة “قلع النخل” بولاية القضارف شرقي السودان، يعاني الكثير من الآلام والكسور والجروح بجسمه، نتيجة لقيام 3 عصابات ليبية شاركت في اختطافه وتعذيبه بقساوة وبيعه، وحصلت العصابات على مبالغ طائلة بالعملات الأجنبية من أسرته.

وقال فيصل لـ (سلا نيوز) إن بداية سفره إلى ليبيا كانت عبر التهريب بسيارة بدأت من سوق “الناقة” في أم درمان، ثم إلى مليط بعدها مدينة الكفرة في ليبيا وتلتها تازربو، حتى أجدابيا التي استقريت بها سنتين، ثم اتجه لمدة عام في رحلة تجارية إلى دولة تشاد وعاد مرة أخرى إلى بنغازي حتى العام 2000.

ومنذ العام 2000 حتى 2017 عمل فيصل في ورشة سيارات بمدينة الزاوية، قال إنه تعرض خلالها لمشاكل عديدة، خاصة أثناء الثورة الليبية ضد الرئيس معمر القذافي، وسرقته عصابة 6 آلاف دولار.

الرحلة المشؤومة

يقول فيصل إن أول عملية اختطاف “مشؤومة” واجهته كانت في قرية (نسمة) بمدينة قريان بوسط ليبيا في شهر أكتوبر/ تشرين أول من العام 2017، مضيفاً: “قمت وشريكي السوداني بشراء سيارة وحملنا داخلها بضاعة (فحم) بداخله موبايلات تبلغ قيمتها 20 ألف دينار ليبي، ويبلغ سعر الفحم 5 آلاف دينار، وكنا لحظتها مسافرين من مدينة الزاوية إلى منطقة العطرون الحدودية، حيث تعرضنا للاختطاف في الطريق من قبل مسلحين في منطقة (مزدة) وتم إنزالنا تحت تهديد السلاح ونحن 4 أشخاص،  سودانيان وتشاديان، وتم ربطنا بالسلك وترحيلنا بقسوة لقرية (نسمة) وتم احتجازنا في غرفة، وطالبتنا العصابة بدفع 10 آلاف دينار للشخص الواحد، وبعد المساومة بين الطرفين دفعنا أنا وشركي 8 آلاف دينار ليبي”.

البيع لعصابة أكبر

وأضاف فيصل “بعد يومين من دفع الفدية للعصابة بقرية (نسمة)، والاتفاق مع العصابة لإطلاق سراحنا تم ترحيلنا بسيارة في اتجاه مدينة (سبها)”.

وتابع: “للأسف وجدنا أنفسنا مخدوعين ومباعين لعصابة ثانية أكبر تقيم في منطقة بني وليد زعيمها يسمى (أشرف) الذي أدخلنا في مخزن به نحو 100 محتجز به سودانيون وأفارقة”.

وعكس فيصل صورة قبيحة لمخزن الزعيم أشرف لأنه يحوي كميات كبيرة من القمل وحشرات القراص في الأرض والجدران.

وتابع: “المخزن تتم بداخله قضاء الحاجة كالتبرز في أكياس يدفع بها لخارج المخزن، أما الحمام فهو  ممنوع”؟.

وأشار فيصل إلى قيام بعض المحتجزين يوميا بدفع 10 دينارات رشوة للحراس من أجل عدم الضرب والإيذاء، ومن لا يملك المال، فجزاؤه الضرب المبرح بالسياط.

مفاوضات أثناء التعذيب

وقال فيصل لـ (سلا نيوز)، إن العصابة تمنحك تلفوناً أثناء التعذيب للاتصال بأسرتك في السودان التي تستمع للتعذيب القاسي من أجل الضغط عليها للاستجابة، بدفع الفدية المالية وفي حالة عدم استجابة الأسرة لمطالب العصابة يقول فيصل تحول لغرفة أخرى أكثر تعذيباً ومن صنوفها الضرب بالعصا الكهربائية وتعليق الجسم  في أعلى قوائم مثبتة بالحديد.

الطيارة قامت

وذكر فيصل أن تعذيبه في الغرفة الأولى في “بني وليد” كانت أقل من المحتجزين لأن أسرته تعاملت مع العصابة بصورة جيدة وقامت بدفع 20 ألف دينار ليبي فدية لإطلاق سراحه، وبعد تسليم العصابة مطالبها، قابل شريكه شخص ونسق مع “مهدي” من قبيلة “التبه” الذي له صديق من عصابة بني وليد  يسمى عبد الكريم “جلقم”  من أجل استلامه وإرساله عبر مركبة مضمونة الرحلة، لكن عبد الكريم غدر بـ (مهدي9.

وتابع فيصل: “تم تحويلي لمعسكر تعذيب ثالث يتبع لعصابة عبد الكريم، حيث تعرضت لأقسى أنواع التعذيب في مجمل حياتي  بينها التجريح في الجسم بآلة حادة حتى خروج الدم، والضرب بالكهرباء والرش بالمياه، وتعليقي بما يسمى (الطيارة قامت )

تشادي الجنسية

وسمى فيصل من يتولى التعذيب شخص يسمى (عيسى) تشادي الجنسية، واستمرت فترة التعذيب لمدة 4 أشهر و10 أيام كسرت فيها يده اليسرى والترقوة، وكسر بعظام القفص الصدري، ولم يتوقف التعذيب إلا بعد قيام (ابن خالته) خضر يوسف الموجود في السعودية بدفع 1000 دولار، رغم أن زعيم العصابة طالب أولا بمبلغ 25 ألف دولار.

نوعية الأكل

وحول نوعية الوجبات التي تمنحها العصابات للمحتجزين، قال فيصل تمنح وجبة مكرونة مخلوطة بمياه مالحة، حتى لا تموت وتظل حيا بهدف الحصول على المبالغ المالية، وتسقى مياه مالحة من ماسورة الحمام.

تدخل السفارة

وروى فصيل عبد النعيم لـ (سلا نيوز) أن عملية إطلاق سراحة الأخيرة تمت بعد تدخل السفارة السودانية بطرابلس والأجهزة الأمنية الليبية في بني وليد، ورئيس برنامج الحد من الهجرة غير الشرعية والعودة الطوعية للجاليات السودانية بليبيا مالك الديجاوي، حيث تم تسليمي للسطات الأمنية وأجريت لي فحوصات طبية في مستشفى بن وليد التي سجلت تقرير كامل عن حالتي الصحية، ثم نقلت إلى مستشفى طرابلس، بعدها قامت جهة أمنية في طرابلس بالتحقيق معي حول اختطافي، كما قابلت السفير وقصصت له كل ما ألم بي في منطقة بني وليد في أكتوبر/تشرين أول  2017.

سداد ديون مالية 

ورغم ما قابله فيصل من صعوبات قاسية فقد ظل يعمل حتى اليوم  في ورشة في طرابلس. وقال: “لم أرجع للسودان لأنني أقوم بسداد ديون مالية خلفتها عمليات اختطافه بواسطة العصابات في ليبيا.”

ونصح فيصل جميع الشباب عدم التفكير بالمجيء إلى ليبيا حتى لو كانت عبر الطيران الرسمي.

وتعاني ليبيا فوضى أمنية وسياسية؛ حيث تتقاتل فيها كيانات مسلحة عدة، منذ أن أطاحت ثورة شعبية بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي عام 2011.

شاركها على
اقرأ أيضًا
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.